القضايا الكبرى
القضايا الكبرى
Maison d'édition
دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق
Numéro d'édition
١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١
Lieu d'édition
سورية
Genres
وعلى كل هكذا نرى الإنتاج الاستشراقي في دوره في إطار ما نسميه الصراع الفكري.
والآن نتساءل: كيف يجب أن يكون عملنا الفكري في هذا الإطار؟ فليسمح لنا ألاَّ ندخل في التفصيل في هذه السطور، وأن نتقدم فحسب بالملاحظة العامة التي نراها تتردد، عن حقٍّ، في أحاديثنا اليوم بأن الاستقلال السياسي لا يكفي ولا يشفي إن لم يدعمه الاستقلال الاقتصادي.
فهذا صحيح .. إلا أنه يجب أن نضيف له أن المجتمع الذي لا يصنع أفكاره الرئيسية، لا يمكنه على أية حالٍ أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه، ولا المنتجات الضرورية لتصنيعه، ولن يمكن لمجتمع في عهد التشييد، أن يتشيد بالأفكار المستوردة أو المسلطة عليه من الخارج سواء كانت تمت إلى الاستشراق أو الشيوعية.
وإن في تجربة كوبا لأكبر دليل على ذلك فإنها تشق طريقها اليوم بالخبرة التي تكتسبها في التطبيق لا في الكتب.
فعلينا أن نكتسب خبرتنا كذلك، أي أن نحدد نحن موضوعات تأملنا وألا نسلم بأن تحدد لنا (١).
وبكلمة علينا أن نستعيد أصالتنا الفكرية، واستقلالنا في ميدان الأفكار حتى نحقق بذلك استقلالنا الاقتصادي، والسياسي.
(١) من واجبنا هنا أن نأسف لغياب جهد حقيقي في هذا المعنى، جهد سليم وهادف، ففي كل ما أنتج في بلدنا من مادة فكرية لا يوجد أي شيء يمكن أن يثير الحماس أو حتى شعورًا ما بالاحترام الحقيقي ما عدا بعض المؤلفات التقنية التي ينبغي علينا أن نحكم عليها على صعيدٍ مختلفٍ تمامًا. [ط. ف].
1 / 198