Le Critique Littéraire et ses Normes durant l'Époque du Prophète et le Califat Bien Guidé

Muhammad Arif Mahmoud Hussein d. Unknown
5

Le Critique Littéraire et ses Normes durant l'Époque du Prophète et le Califat Bien Guidé

النقد الأدبي ومقاييسه خلال عهد الرسول ﷺ وعصر الخلافة الراشدة

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة الخامسة عشرة. العدد الثامن والخمسون. ربيع الأخر-جمادى الأولى

Année de publication

جمادى الأخرة ١٤٠٣هـ

Genres

فيزداد ارتياح الرسول الكريم إلى ما يسمع من وحي الروح الدينية، ومن التوجيه الخلقي الرشيد، ويقول له: "لا يَفضُض الله فاك" ١. ويطرب الرسول لشعر كعب بن زهير حين يمدحه بقصيدته التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول وحين يبلغ كعب قوله: إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الهند مسلول يصلح له الرسول قوله هذا ويجعله: ................................ ... مهند من سيوف الله مسلول ونلمح من خلال هذا النقد النبوي ما انطوى عليه من تعديل وجّه كعبا إليه، حيث الرأي الصائب والقول السديد، وهو أن سيوف الله هي التي لا تفل، ولا تنبو ظباتها، ولا تحيد عن مواطن الحق، أما غيرها من السيوف فهي تفل وتنبو وتتلثم، وهذا معنى إسلامي جميل. خرج رسول الله ﷺ يوما على كعب بن مالك، وهو ينشد، فلما رآه كعب بدا كأنه انقبض، فقال الرسول: "ما كنتم فيه؟ " قال: كنت أنشد، فقال له: "أنشد"، فأنشد حتى أتى على قوله: مَجالِدنا عن جِذْمِنا٢ كل فخمة فقال له الرسول ﷺ: "أيصح أن تقول: مَجالِدنا عن ديننا كل فخمة؟ قال: نعم، فقال له: "فهو أحسن". وواضح من هذا التوجيه الذي أسداه الرسول ﷺ إلى كعب أن الجلاد والقتال إنما ينبغي أن يكون عن الدين، لا عن الأصل والنسب.

١ الشعر والشعراء ١/٢٩٥ تحقيق الأستاذ أحمد شاكر. ٢ الجذم: الأصل.

1 / 277