147

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - جامعة المدينة

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - جامعة المدينة

Maison d'édition

جامعة المدينة العالمية

Genres

وكذلك تُستخدم الهمزة على معنى التعجب استفهام غرضه التعجب، كقوله سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا﴾ (الفرقان: ٤٥)
وتُستخدم أيضًا بمعنى الاستبطاء؛ فإن يستفهم بها عن أمر تباطأ المخاطب في فعله، كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ (الحديد: ١٦).
وأخيرًا تستخدم الهمزة للتقرير، والتقرير هو: حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه، هنا يجب أن يليها الشيء الذي تقرره به، يعني حمل المخاطب على معنى يريده السامع؛ فتذكر الشيء الذي تريده أن يقر به كقوله ﷾: ﴿أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيم﴾ (الأنبياء: ٦٢) فهم عندما وجهوا هذا الخطاب لإبراهيم ﵇ لا يسألون عن الفاعل، فهم يعلمون أن الفاعل هو إبراهيم ﵇ ﴿سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُون﴾ (الأنبياء: ٦٠ - ٦١).
فهنا طرحوا هذا السؤال على إبراهيم ﵇ ليأخذوا منه إجابة، هذه الإجابة يستطيعون بها أن يفعلوا ما يريدون فعله معه، فهنا لو لم يعلموا الفاعل كان هذا استفهامًا حقيقيًّا، ولو كانوا يعلمون فلعلمهم أن إبراهيم ﵇ هو الذي فعل ذلك، وجهوا إليه السؤال لحمله على ما يريدون.
ومن أمثلته أيضًا في القرآن: قول الله ﷾ لعيسى ﵇: ﴿وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ﴾ (المائدة: ١١٦) فالله ﷾ يعلم أن عيسى ﵇ لم يقل هذا القول، وإنما هم افتروا عليه هذا الافتراء، فسأله المولى ﷾ في هذا المشهد من مشاهد يوم القيامة، كي يكون على مرأى ومسمع

1 / 164