199

القيامة الكبرى

القيامة الكبرى

Maison d'édition

دار النفائس للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Lieu d'édition

الأردن

Genres

والسؤال عن النعيم سؤال عن شكر العبد لما أنعم الله به عليه، فإذا شكر فقد أدى حق النعمة، وإن أبى وكفر، أغضب عليه الله، ففي صحيح مسلم عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها " (١) .
٤- العهود والمواثيق:
يسأل الله عباده عما عاهدوه عليه (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا) [الأحزاب: ١٥]، وكل عهد مشروع بين العباد فإن الله سائل العبد عن الوفاء به (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا) [الإسراء: ٣٤] .
٥- السمع والبصر والفؤاد:
يسأل الله العباد عن جميع ما يقولونه، ولذلك حذرهم من القول بلا علم (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا) [الإسراء: ٣٦]، قال قتادة: " لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كله " (٢) .
قال ابن كثير: " ومضمون ما ذكروه في الآية أن الله نهى عن القول بغير

(١) صحيح مسلم: ٢٧٣٤.
(٢) تفسير ابن كثير: (٤/٣٠٨) .

1 / 221