والقادسية (١) واتجه شمالًا على طريق الشام، وكانت خيل الحُر بن يزيد الدفعة الأولى ولم تكن الأخيرة لملاقاة الحسين ﵁ ومن بقي معه وهم أهل بيته فقط، وعدد قليل مقابل ألف فارس من جند ابن زياد، وفي ذلك لفت نظر للحسين أن الخصوم أعدوا للأمر عدته، ولاسيما والوالي على الكوفة عبيد الله بن زياد المعروف بالمكر والدهاء، وقوة البطش ولو بالحسين نفسه، ولا أدل على ذلك من قوله: أما حسين فإنه لم يردنا، ولا نريده، وإن أرادنا لم نكف عنه (٢)، وكان ابن زياد جهز الجيش الذي يقوده عمر بن سعد بن أبي وقاص مكونًا من أربعة آلاف مقاتل وكان موجها في الأصل إلى الري لجهاد الديلم، فلما طلب ابن زياد من عمر أن يذهب لمقاتلة الحسين رفض في البداية، ولكن ابن زياد هدده بالعزل إن لم ينفذ