45

Les regards perçants sur le départ et le martyre de Husayn ibn Ali

النظرات الوقادة في خروج الحسين بن علي ﵁ واستشهاده

Maison d'édition

مطابع بهادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ

Lieu d'édition

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Genres

بمسلم عدم الدخول في هذه المنازلة وقد علم حال مناصريه، ولعدم التكافؤ بين الطرفين لم تدم المعركة إلا قليلا، فقد تنبه القعقاع بن شور إلى أن المقاتلين إنما يقاتلون لأجل النجاة، عند ذلك أمر بإفساح الطريق لهم، فهربوا نحو المسجد، ولما أمسى المساء تفرق الناس، وبقي مسلم بن عقيل وحيدًا في طرقات الكوفة (١)، وهنا بان الصبح لذي عينين، ولنا أن نتذكر نصائح الصحابة والتابعين للحسين ﵁ بعدم الخروج. تحقق غدر الشيعة لمسلم بن عقيل ﵀، ولكنه غامر هو ومن معه، وما ذاك إلا لعلمه بعدم النجاة لو استسلم، ففضل المقاومة على الاستسلام ولاسيما والنتيجة واحدة، وقد أدرك ذلك حين قبض عليه ابن الأشعث بعد مقاومة من مسلم أعطي بها الأمان (٢)، وفي الطريق نحو ابن زياد بكى مسلم، فقيل له: إن من يطلب مثل ما تطلب لا يبكي إذا نزل به مثل الذي نزل بك.

(١) تاريخ الطبري ٦/ ٢٩٣. (٢) السير ٣/ ٣٠٨.

1 / 45