النظام القضائي في الفقه الإسلامي

Mohamed Raafat Othman d. 1438 AH
24

النظام القضائي في الفقه الإسلامي

النظام القضائي في الفقه الإسلامي

Maison d'édition

دار البيان

Numéro d'édition

الثانية ١٤١٥هـ١٩٩٤م

Genres

وكان ذلك في اجتماعهم في سقيفة بني ساعدة١، يوم وفاة رسول الله ﷺ. والاحتياج إلى رئيس الدولة إنما هو لإيصال الحقوق إلى أصحابها، وإنصاف المظلوم من الظالم، وقطع المنازعات، وإقامة الحدود على مرتكبي الجرائم التي تستحقها، وغير ذلك من الأمور التي لا تتحقق إلا بوجود رئيس للدولة. ومن المعلوم أن رئيس الدولة لا يمكنه أن يقوم بهذه الأمور التي نصب لها، وإنما يحتاج إلى نائب يقوم بهذه الأمور نيابة عنه في ذلك، وهو القاضي. ولهذا كان رسول الله ﷺ يبعث القضاة إلى النواحي المختلفة، فبعث معاذ بن جبل إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة كما بينا سابقا فكان نصب القاضي من ضرورات نصب رئيس للدولة، فكان فرضًا٢. ينبغي اختيار الأفضل: هذا، وقد بيّن العلماء أنه ينبغي لمن له ولاية تقليد القضاة، وهو رئيس الدولة أو من يقوم مقامه أن يختار لهذا المنصب من هو أقدر وأولى، لديانته وعفته وقوته دون غيره، استنادا إلى ما رواه الطبراني عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: "من تولى من أمر المسلمين شيئًا فاستعمل عليهم رجلا، وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ فقد خان الله ورسوله وجماعة المسلمين".

١ سقيفة بني ساعدة كانت مكانا للاجتماعات العامة في المدينة كما كانت دار الندوة بمكة المكرمة. ٢ بدائع الصنائع للكاساني، ج٧، ص٤.

1 / 25