245

مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٢٨ هـ

Genres

بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فقالوا: يجوز من سمع حديثًا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى (١) .
ويقول أحد علمائهم المعاصرين: (إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي ﷺ كما هو الحال عند أهل السنّة) (٢)، ذلك (أن الإمامة استمرار للنبوة) (٣) عندهم، فالنص النبوي استمر - في اعتقادهم - حتى آخر أئمتهم، والسنة في اعتبارهم هي (كل ما يصدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير) (٤) .
والمعصوم ليس هو الرسول ﷺ وحده كما يتوهم من يجهل مذهب الشيعة، بل يعدون أئمتهم معصومين كعصمة الرسول لا ينطقون - في اعتقادهم - عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى - كما يزعمون - ولهذا نصوا في دستورهم على أن السنة هي سنة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين (٥) لا سنة رسول الله المعصوم وحده.
ثانيًا: إيداع الشريعة عند الأئمة المعصومين - بعد وفاة الرسول ﷺ
وهذا الاعتقاد من ضرورات مذهبهم وأركان دينهم وفحواه

(١) المصدر السابق.
(٢) عبد الله فياض: «تاريخ الإمامية»: ص ١٤٠.
(٣) محمد رضا المظفر: «عقائد الإمامية»: ص ٦٦.
(٤) محمد تقي الحكيم: «الأصول العامة للفقه المقارن»: ص ١٢٢.
(٥) «الدستور الإسلامي لجمهورية إيران»: ص ٢٠.

1 / 255