قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد الغَزَالِي ﵀ بَعْدَ أَنْ أَوْرَدَ هَذِهِ الآثَارَ الضَّعِيفَةَ: وهَذَا الكَلَامُ تَعْبِيرٌ غَلَطٌ عَنْ فِكْرَةٍ صَحِيحَةٍ، فَإِنَّ مِيلَادَ الرَّسُولِ ﷺ كَانَ حَقًّا إِيذَانًا بِزَوَالِ الظُّلْمِ وانْدِثَارِ (١) عَهْدِهِ، وانْدِكَاكِ مَعَالِمِهِ. . . فَلَمَّا أحَبَّ النَّاسُ -بَعْدَ انْطِلَاقِهِمْ مِنْ قُيُودِ الْعَسْفِ (٢) - تَصْوِيرَ هذِهِ الحَقِيقَةِ، تَخَيَّلُوا هَذِهِ الإِرْهَاصَاتِ (٣)، وأَحْدَثُوا لَهَا الرِّوَايَاتِ الوَاهِيَةِ، ورَسُولُ اللَّه ﷺ غَنِيٌّ عَنْ هَذَا كُلِّهِ، فإنَّ نَصِيبَهُ الضَّخْمَ مِنَ الوَاقِعِ المُشَرِّفِ يُزَهِّدُنَا في هذِهِ الرِّوَايَاتِ وأشْبَاهِهَا (٤).
قَالَ أَحْمَد شَوْقِي ﵀:
تَجَلى مَوْلِد الْهَادِي وَعَمَّتْ ... بَشَائِرُهُ الْبَوَادِيَ وَالْقِصَابَا
وَأَسْدَتْ لِلْبَرِيَّةِ بِنْتُ وَهْبٍ ... يَدًا بَيْضاءَ طَوَّقَتِ الرِّقابا
لَقَدْ وَضَعَتْهُ وَهَّاجًا مُنِيرًا ... كَمَا تَلِدُ السَّمَاوَاتُ الشِّهَابَا
فَقَامَ عَلَى سَمَاءِ الْبَيْتِ نُورًا ... يُضِيءُ جِبَالَ مَكَّةَ وَالنِّقَابَا
* * *