211

Le Joyau Caché dans la Biographie du Prophète de Confiance

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Maison d'édition

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

وبِلَالُ بنُ رَبَاحٍ الحَبَشِيُّ (١)، ومُصْعَبُ بنُ عُمَيْر (٢)، وعَمْرُو بنُ عبَسَةَ (٣) ﵃ أجْمَعِينَ. أسْلَمَ هَؤُلَاءَ سِرًّا، وكَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ يَجْتَمعُ بِهِمْ، ويُرْشِدُهُمْ إِلَى الدِّينِ مُسْتَخْفِيًا، لِأَنَّ الدَّعْوَةَ كَانَتْ لا تَزَالُ فَرْدِيَّةً وسِرِّيَّةً، وَكَانَ الوَحْيُ قَدْ تَتَابَعَ وحَمِيَ بَعْدَ نُزُولِ أوَائِلِ سُورَةِ المُدَّثِّرِ، وكَانَتِ الآيَاتُ وقِطَعُ السُّوَرِ التِي تَنْزِلُ في هَذَا الزَّمَانِ آيَاتٍ قَصِيرَةً، ذَاتَ فَوَاصِلَ رَائِعَةٍ مَنِيعَةٍ، وإيقَاعَاتٍ هَادِئَةٍ خَلَّابَة تَتَنَاسَقُ معَ ذَلِكَ الجَوِّ الهَامِسِ الرَّقِيقِ، تَشْتَمِلُ عَلَى تَحْسِينِ تَزْكِيَةِ النَّفْسِ،

(١) هو بِلالُ بنُ رَبَاحٍ، مَوْلى أبي بكر الصِّدِّيق، مُؤَذِّنُ رسول اللَّه ﷺ، من السَّابِقِينَ الأوَّلين. اشتَرَاهُ أبو بكر الصِّدِّيق ﵁، ثم أعْتَقَهُ، فلزِمَ النَّبِيَّ ﷺ وأذَّنَ له، وكان ﷺ ممن عُذِّب في اللَّه ﷿، وشَهِدَ ﵁ بدرًا والمَشَاهد كلها، ومات في دمشق، وذلك في سنة عشرين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة. انظر الإصابة (١/ ٤٥٥). (٢) هو مُصْعَبُ بن عُمَيْم، البَدْرِيُّ القُرَشِيُّ، كان ﵁ فَتى مَكَّة شَبَابًا وجَمَالًا، أسلمَ قَدِيمًا والنبي ﷺ في دار الأرقم بن أَبِي الأرقَمِ، وكتَمَ إسلامَهُ خَوْفًا من أُمِّهِ وقَوْمِهِ، فعلمَهُ عثمانُ بنُ طَلْحَةَ، فأعلَمَ أهْلَهُ فأوْثَقُوهُ، فلمْ يَزَلْ محبُوسًا إلى أن هَرَبَ معَ مَنْ هاجَرَ إلى الحبَشَةِ، ثم هاجَرَ إلى المدينة بعد بَيْعَةِ العَقَبَةِ الأولى ليُعَلِّمَ الناس القُرْآن، ويُصَلِّيَ بِهِمْ، وشَهِدَ مُصْعَبُ بَدرًا، ثم أحدًا، واستشهد بأُحُدٍ، قتلَهُ ابنُ قَمِئَةَ اللَّيْثيُّ لعنَهُ اللَّه. وكان عمره ﵁ عندما استُشْهِدَ أربعينَ سنة أو أكثر قليلًا. انظر أسد الغابة (٤/ ١٣٤). (٣) هو عَمْرُو بن عَبَسَةَ، أبو نَجِيع السُّلَمِيُّ البَجَلِيُّ، أسلمَ قديمًا أول الإسلام. وهاجر إلى المدينة، وكان قُدُومُهُ المدينة بعد مُضِيِّ بدرٍ، وأُحُدٍ، والخندف، ونزل بعد ذلك بالشام. قال الحافظ: وأظُنُّهُ ماتَ في أواخر خِلافَةِ عُثْمَانَ، فإنني لمْ أرَ لهُ ذِكْرًا في الفِتْنَةِ، ولا في خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ ﵁. انظر الإصابة (٤/ ٥٤٥).

1 / 214