1081

Le Joyau Caché dans la Biographie du Prophète de Confiance

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Maison d'édition

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

أَقْضِيهِ عَنْكَ، وَعِيَالُكَ مَعَ عِيَالِي أُوَاسِيهِمْ مَا بَقُوا، لَا يَسَعُنِي شَيْءٌ وَيَعْجَزُ عَنْهُمْ، فَقَالَ له عُمَيْرٌ: فَاكْتُمْ شَأْنِي وَشَأنْكَ، قَالَ: أَفْعَلُ، ثُمَّ أَمَرَ عُمَيْرٌ بِسَيْفِهِ، فَشُحِذَ (١) لَهُ، وَسُمَّ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ، فَبَيْنَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ ﵁، فِي نَفَرٍ مِنَ المُسْلِمِينَ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ يَوْمِ بَدْرٍ، وَيَذْكُرُونَ مَا أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ، وَمَا أَرَاهُمْ بِهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، إِذْ نَظَرَ عُمَرُ ﵁ إِلَى عُمَيْرِ بنِ وَهْبٍ حِينَ أنْاخَ (٢) عَلَى بَابِ المَسْجِدِ مُتَوَشِّحًا (٣) السَّيْفَ، فَقَالَ عُمَرُ ﵁: هَذَا الكَلْبُ عَدُوُّ اللَّهِ عُمَيْرُ بنُ وَهْبٍ، وَاللَّهِ مَا جَاءَ إِلَّا لِشَرٍّ، وَهُوَ الذِي حَرَّشَ (٤) بَيْنَنَا وَحَزَرَنَا (٥) لِلْقَوْمِ يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ ﵁ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ عُمَيْرُ بنُ وَهْبٍ قَدْ جَاءَ مُتَوَشِّحًا سَيْفَهُ، قَالَ ﷺ: "فَأَدْخِلْهُ عَلَيَّ" فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى أَخَذَ بِحِمَالَةِ سَيْفِهِ (٦) فِي عُنُقِهِ فَلَبَّبَهُ (٧) بِهَا، وَقَالَ لِرِجَالٍ مِمَّنْ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الأَنْصَارِ: ادْخُلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَاجْلِسُوا عِنْدَهُ، وَاحْذَرُوا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الخَبِيثِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَأْمُونٍ، ثُمَّ دَخَلَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ

= شُغْله الأول. انظر لسان العرب (٩/ ٣٦٧).
(١) يُقال: شَحَذْت السيف والسكين: إذا حدَدْتُه بالمسن. انظر النهاية (٢/ ٤٠٢).
(٢) أنَاخَ الإبل: أبْرَكَها فبركت. انظر لسان العرب (١٤/ ٣١٢).
(٣) توَشَّحَ الرجلُ بِسَيفه: أي لَبِسَه. انظر لسان العرب (١٥/ ٣٠٦).
(٤) حرَّشَ بينهم: أفْسَدَ وأغْرَى بعضهم ببعض. انظر لسان العرب (٣/ ١٢٣).
(٥) حَزَرَه: قَدَّرَه. انظر لسان العرب (٣/ ١٥٠).
(٦) حمالة السيف: عِلّاقته. انظر لسان العرب (٣/ ٣٣٤).
(٧) لَبَّبْتُ الرجلَ: إذا جعلتُ في عُنُقِه ثوبًا أو غيره وجَرَرْتُه به. انظر النهاية (٤/ ١٩٤).

2 / 483