1027

Le Joyau Caché dans la Biographie du Prophète de Confiance

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Maison d'édition

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

* مَقْتَلُ أَبِي جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ:
رَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ ﵁ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فنَظَرْتُ عَنْ يَمِيني وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا (١)، فَغَمَزَنِي (٢) أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمُّ! هَلْ تَعْرِفُ أَبا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ (٣) حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا (٤)، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ﵁: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ.
قَالَ: فَغَمَزَنِيَ الآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ (٥) أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلا تَرَيَانِ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الذِي تَسْأَلَانِي عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ، فَضَرَبَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا، حَتَّى قَتَلَاهُ (٦)، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَخْبَرَاهُ.

(١) أي بين رجلين أقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأشَدّ. انظر النهاية (٣/ ٨٩).
(٢) الغَمْزُ: الإشارة بالعَيْن أو الحاجب أو اليد. انظر النهاية (٣/ ٣٤٦).
(٣) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٢/ ٥٥): سَوَادِي سَوَاده: أي شخصي شخصه.
(٤) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٢/ ٥٥): أي لا أفارقه حتى يموت أحدُنَا وهو الأقرب أجلًا.
(٥) فلم أنْشَبْ: أي فلم ألبث. انظر النهاية (٥/ ٤٥).
(٦) وفي رواية أخرى في صحيح البخاري - قال عبد الرحمن بن عوف ﵁: فشَدَّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه.
قال الحافظ في الفتح (٨/ ٤٠): والصقر هو من سِبَاع الطير، وأحد الجوارح الأربعة =

2 / 429