241

الدار الآخرة - عمر عبد الكافي

الدار الآخرة - عمر عبد الكافي

Genres

صلة الرحم والصبر على موت الأطفال
قال ﷺ: (ورأيت رجلًا من أمتي يكلم الناس ولا يكلمونه فجاءه صلته لرحمه فأمر الملائكة الناس أن يكلموه فكلموه، ورأيت رجلًا من أمتي وقد خف ميزانه فجاءه أفراطه) أفراطه: أولاده الذين ماتوا وهم صغار فصبر واحتسب، قال: (فوضعوا في ميزان حسناته فرجحت كفة حسناته فدخل الجنة).
ولذلك ماتت لرجل ابنة كان يحبها كثيرًا، فمكث يبكي عليها ليل نهار، ودائمًا الناس يبكون على ذويهم، لكن يا أخي الكريم! الرسول ﷺ بكى على ابنه إبراهيم، لكنه لم يبك عليه عشرين سنة، فأنت كلما ذكرت ابنتك أخذت تبكي دائمًا وحولت البيت إلى نكد، وهذا غير صحيح.
فالمسلم يجب أن يكون صبورًا، ويفرح المؤمن الذي مات له أولاد وهم صغار؛ لأنهم سيصنعون ضوضاء على باب الجنة (ما هذه الضجة التي أسمع يا جبريل؟! فيقول جبريل: يا رب هؤلاء أبناء المسلمين الذين ماتوا صغارًا، أبوا دخول الجنة إلا بصحبة آبائهم وأمهاتهم) وهكذا صنعوا مظاهرة على باب الجنة، لن ندخل إلا ومعنا آباؤنا، (قال: يا جبريل! من صبر من والديهم ألحقوا بهم ذريتهم).
وهذا رجل ماتت ابنته، فمكث يبكي عليها بكاءً مرًا فنام، ورأى في الرؤيا أن القيامة قد قامت، والشمس قد اقتربت من الرءوس والعطش قد اشتد، ورأى صغارًا يسقون أناسًا بجواره، فبحث عن ابنته، فقال: يا بنيتي! الصغار يسقون آباءهم وأمهاتهم، وأنت لم لا تسقينني؟ قالت: يا أبت! لأنك لم تصبر على ما ابتليت به فترك البكاء عليها، وامتنع عن ذلك.

13 / 10