87

Unknown

الدار الآخرة - محمد حسان

Genres

الشفاعة العظمى هي المقام المحمود هو رجل الساعة، ونبي الملحمة، وصاحب المقام المحمود، فهذا هو المقام المحمود الذي يغبطه عليه كل نبي في أرض المحشر، الذي وعد الله به نبينا في قوله: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء:٧٩]. فهذا هو المقام المحمود كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أنه ﵌ قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من ينشق عنه القبر، وأنا أول شافع وأول مشفع). وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه ﷺ قال: (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون: هلا وُضِعَتْ هذه اللبنة؟ أي: ليكتمل البنيان بجماله وجلاله؟! هلا وضعت هذه اللبنة؟! يقول المصطفى: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين). وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه ﷺ قال: (فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وفي لفظ البخاري مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وختم بي النبيون، وأرسلت إلى الناس كافة). هذه مكانة الحبيب محمد ﷺ، بل لقد أنزل الله قرآنًا ليربي وليعلم الصحابة كيف يعظمون رسول الله؟ وكيف يوقرون رسول الله؟ وكيف يتأدبون حتى في مناداة رسول الله، ولكن الأمة الآن -إلا من رحم ربك- لم تعرف قدر نبيها ولم تعظم رسولها، بل وقد أساءت الأمة الأدب مع رسول الله، فهجرت الأمة شريعته، وَنَحَّت الأمة سنته، ولم تعد الأمة تجيد إلا أن تتغنى برسول الله في ليلة الهجرة في ليلة المولد في ليلة النصف من شعبان!! فالأمة الآن لا تجيد إلا الرقص والغناء؛ لأنها عشقت الهزل وتركت الجد والرجولة، أمة تدعي الحب لرسول الله وتتغنى برسولها في المناسبات والأعياد الوطنية، في الوقت الذي نحت فيه شريعته، وهجرت فيه سنته، بل وخرج من أبناء هذه الأمة من يقول في حق القرآن الذي أنزله الله على قلب رسوله، الذي جعل الله فيه الهدى في الدنيا والآخرة، قال هذا المجرم المرتد: إن القرآن منتج ثقافي وليس من عند الله! وقال خبيث آخر: لقد عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين حتى الالتهاب الذي في رئتهم والنجاسات التي في أمعائهم. وقال خبيث ثالث: إن مصيبة الشرق في التمسك بما يسمى بالأديان! الأمة هجرت شريعة رسول الله، ونحت سنة رسول الله، أين الشريعة؟ غيرت بدلت ضيعت! فهذا ورب الكعبة هو أعظم منكر على وجه الأرض، وهذا هو الذي يجب أن تجيش له كل الطاقات وكل الإمكانيات حتى تظلل شريعة المصطفى سماء هذه الأمة. اللهم رد الأمة إليك ردًا جميلًا برحمتك يا أرحم الراحمين! اسمع وانتبه! فإن كل مغرور ومخدوع من هذه الأمة يقول: إن لم أدخل الجنة أنا فمن يدخلها؟! بطرس، شلودر؟! أنا الذي سأدخل الجنة!

8 / 8