Les Hadiths concernant la récitation de Surat Al-Kahf le vendredi
الأحاديث الواردة في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
Maison d'édition
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣١ هـ
Lieu d'édition
المملكة العربية السعودية
Genres
الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي قِرَاءَة سُورَة الْكَهْف يَوْم الْجُمُعَة
تأليف
د. عبد الله بن فوزان بن صَالح الفوزان
عُضْو هَيْئَة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية - جَامِعَة طيبَة
دَار ابْن الْجَوْزِيّ
Page inconnue
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وآله، وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه ورقات يسيرة في دراسة الأحاديث الواردة في الترغيب بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فإنني لم أقف - حسب علمي - على بحث علمي يجمع أطراف الموضوع، مع ما له من الأهمية، وإن كان يوجد منه أجزاء متناثرة في ثنايا مواضيع متعلقة به، ككتب الأذكار، أو كتب فضائل يوم الجمعة، وشيء من المذاكرة حوله في مواقع علمية عبر الشبكة المعلوماتية العالمية.
وتكمن أهمية البحث والدراسة في أمور، منها:
١ - تعدد من روي عنه أحاديث الباب من الصحابة ﵃.
قال ابن حجر في معرض كلامه على حديث أبي سعيد ﵁: (وفي الباب عن علي، وزيد بن خالد، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم، بأسانيد ضعيفة) (١)
٢ - كثرة اختلاف طرق أحاديث الباب، وتباين ألفاظها.
_________
(١) ينظر: فيض القدير (٦/ ١٩٩)، ولم أقف عليه في المطبوع من كتبه.
1 / 5
٣ - إطباق الجمهور من أهل العلم على القول بمشروعية قراءة هذه السورة يوم الجمعة، مع ما في الأحاديث من الكلام، مما يترتب عليه شيء من الإشكال عند بعض طلاب العلم، بله العامة، فبعضهم يفهم التلازم بين ثبوت النص فقط والعمل به، والعكس بالعكس، دون أن ينظر ويتأمل في أسباب أخرى مؤثرة في إثبات العمل ومشروعيته، كالنقل المشبه للتواتر لعمل الصحابة ﵃، أو الثقة والاطمئنان إلى عد وجود خلاف في مشروعية العمل، وهذه مسألة شريفة دقيقة، بحاجة إلى مزيد تحرير، وعناية تامة.
٤ - كون ذلك له تعلق بأعظم العبادات وهي تلاوة القرآن الكريم، وأعظم الأيام عند الله تعالى وهو يوم الجمعة.
٥ - تحرير السياق التاريخي في بيان أول من نقل العمل بذلك من أهل العلم.
وسوف يتم تناول الموضوع في تمهيد، وثلاثة مباحث:
* التمهيد، وفيه:
أولًا: لمحة موجزة فيما ورد من فضائل يوم الجمعة، وفضل بعض الأعمال فيه.
ثانيًا: ومضة يسيرة فيما ورد من فضائل سورة القرآن.
ثالثًا: الأحاديث الواردة في فضل سورة الكهف.
رابعًا: الأحاديث الواردة في الترغيب بقراءة سور أخرى يوم الجمعة.
1 / 6
* المبحث الأول: الأحاديث الواردة في الترغيب بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.
* المبحث الثاني: الآثار الواردة في الباب.
* المبحث الثالث: كلام أهل العلم من المحدثين والفقهاء في المسألة.
ثم أنهيت البحث بخاتمة تضمنت أهم النتائج، وبعدها وضعت فهارس للأحاديث، ثم لأهم المصادر والمراجع، وأخيرًا للموضوعات.
وقد سلكت الخطوات التالية:
* خرجت الأحاديث التي ذكرتها في التمهيد باختصار في الحاشية.
* ذكرت عدد الأحاديث الواردة في الباب إجمالًا، ثم درستها تفصيلا، مبتدئا بحديث أبي سعيد الخدري ﵁، إذ هو أصل الباب، ثم رتبت الأحاديث بعده حسب قربها من لفظه.
* خرجت الأحاديث من المصادر المشهورة، وأمهات كتب السنة، ولا أنزل في العزو إلى مصدر متأخر إلا لفائدة حديثية.
* إذا عزوت إلى صحيح البخاري فالمراد النسخة التي مع فتح الباري، في الطبعة السلفية.
1 / 7
* اعتمدت في بيان أحوال الرواة على كلام أئمة الشأن من كتبهم الأصلية، وإلا أحلت ذلك إلى تهذيب الكمال غالبًا، وقد أكتفي بكلام أحد الأئمة في الراوي، ثم أذكر مصادر أخرى ترجمت له.
والله تعالى أسأل التوفيق والإعانة، وأن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم.
كتبه
د. عبد الله بن فوزان بن صالح الفوزان
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية
في جامعة طيبة
E-mail: afsf١٥٥١@gmail.com
E-mail: afsf١٥٥١@hotmail.com
1 / 8
التمهيد
وفيه
أولًا: لمحة موجزة فيما ورد من فضائل يوم الجمعة، وفضل بعض الأعمال فيه.
ثانيًا: ومضة يسيرة فيما ورد من فضائل سور القرآن.
ثالثًا: الأحاديث الواردة في فضل سورة الكهف.
رابعًا: الأحاديث الواردة في الترغيب بقراءة سور أخرى يوم الجمعة.
1 / 9
أولًا: لمحة موجزة فيما ورد من فضائل يوم الجمعة، وفضل بعض الأعمال فيه
هذا اليوم هبة ربانية، ومنحة إلهية لأمة النبي الكريم الخاتم ﷺ، فضلها به على سائر الأمم، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: «نحن الآخرون، ونحن السابقون يوم القيامة، بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا، هدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا، والنصارى بعد غدٍ» (١).
بل قد ورد التصريح بأن الله أضل الأمم السابقة عن هذا اليوم، كرامة لهذه الأمة، وتفضيلا لها عليهم، فعن أبي هريرة وحذيفة ﵃ قالا: قال رسول الله ﷺ: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق» (٢).
_________
(١) أخرجه: البخاري (٢/ ٣٥٤) ح (٨٧٦) ومسلم (٢/ ٥٨٥) ح (٨٥٥).
(٢) أخرجه: مسلم (٢/ ٥٨٦) ح (٨٥٦).
1 / 11
وذكر النبي ﷺ شيئا من فضائل هذا اليوم المبارك فيما رواه أبو هريرة ﵁، أنه ﷺ قال: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة» (١).
وخص الله تعالى هذا اليوم بساعة عظيمة، ووعد سبحانه الداعي فيها بإجابة سؤله، وتحقيق أمره، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ﵁، أن النبي ﷺ ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه»، وأشار بيده يقللها (٢).
ولهذا كله، ثبت تخصيص هذا اليوم بعبادات وقرب يتميز بها عن غيره من الأيام، ومن ذلك:
الخاصة الأولى: استحباب قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر.
الخاصة الثانية: استحباب كثرة الصلاة على النبي ﷺ فيه، وفي ليلته، لقوله ﷺ: «أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، وليلة الجمعة» (٣).
الخاصة الثالثة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض
_________
(١) أخرجه: مسلم (٢/ ٥٨٥) ح (٨٥٤).
(٢) أخرجه: البخاري (٢/ ٤١٥) ح (٩٣٥)، مسلم (٢/ ٥٨٣، ٥٨٤) ح (٨٥٢).
(٣) أخرجه: البيهقي (٣/ ٢٤٩) من حديث أني ﵁، وهو حسن بشواهده.
1 / 12
الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، فهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه، وأفرضه سوى مجمع عرفة، ومن تركها تهاونًا بها طبع الله على قلبه، وقرب أهل الجنة يوم القيامة، وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم.
الخاصة الرابعة: الأمر بالاغتسال في يومها، وهو أمر مؤكد جدًا.
الخاصة الخامسة: التطيب فيه، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع.
الخاصة السادسة: السواك فيه، وله مزية على السواك في غيره.
الخاصة السابعة: التبكير للصلاة (١).
إلى غير ذلك من الخصائص التي ذكرها أهل العلم (٢).
...
_________
(١) ينظر: زاد المعاد (١/ ٣٧٥ - ٣٧٧) وقد تم النقل منه بتصرف.
(٢) ينظر في ذكر هذه الخصائص بتوسع: كتاب فضائل الجمعة وأحكامها وخصائصها، لمحمد ظاهر أسد الله، وكتاب أحاديث الجمعة دراسة نقدية وفقهية، لعبد القدوس بن محمد نذير.
1 / 13
ثانيًا: ومضة يسيرة فيما ورد من فضائل سور القرآن
فضائل القرآن أشهر من أن ينوه بها، وأكثر من أن يحصر عددها، وقد أفرد ذلك بالتصنيف جملة من الأئمة، كابن أبي شيبة، وأبي عبيد القاسم بن سلام، والنسائي، وابن الضريس (١)، والسيوطي، وغيرهم.
وقد رويت أحاديث كثيرة في فضائل سور معينة من القرآن، وقد أفرده أيضا بعضهم بتأليف، كالسيوطي في كتابه (خمائل الزهر في فضائل السور).
ولكن الذي ثبت وصحّ قليل جدًا بالنسبة إلى عدد ما روي، ومن أشهر ما ثبت له فضيلة من السور: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف، والملك، والكافرون، والإخلاص، والمعوذتين (٢).
_________
(١) هو: أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، ولد علي راس المائتين، وتوفي سنة أربع وتسعين، من مؤلفاته: فضائل القرآن، والتفسير، وأجزاء حديثية. ينظر: تذكرة الحافظ (٢/ ٦٤٣)، وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٤٤٩).
(٢) ينظر: المغني عن الحفظ والكتاب ص (١٢١ - ١٤٥)، والمنار المنيف (١١٣ - ١١٥) والبرهان في علوم القرآن (١/ ٤٣٢)، والإتقان (٦/ ٢٠٩٩ - ٢١٣٨) والتحديث ما قيل لا يصح فيه حديث ص (١٢٢ - ١٢٣).
1 / 14
وقال ابن تيمية ﵀: (في كتب التفسير أشياء منقولة عن النبي ﷺ يعلم أهل العلم بالحديث أنها كذب، مثل حديث فضائل سور القرآن، الذي يذكره الثعلبي، والواحدي في أول كل سورة، ويذكره الزمخشري في آخر كل سورة، ويعلمون أن أصح ما روي عن النبي ﷺ في فضائل السور: أحاديث ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، ولهذا رواها أهل الصحيح، فأفرد الحفاظ لها مصنفات، كالحافظ أبي محمد الخلال وغيره، ويعلمون أن الأحاديث المأثورة في فضل فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، والمعوذتين أحاديث صحيحة، فلهم فرقان يفرقون به بين الصدق والكذب) (١).
_________
(١) منهاج السنة النبوية (٧/ ٤٣٤ - ٤٣٥).
1 / 15
ثالثًا: الأحاديث الواردة في فضل سورة الكهف
تقدمت الإشارة إلى أن سورة الكهف من السور التي ثبت لها شيء من الفضائل، والمروي في ذلك ليس بالقليل، لكن منه ما صح وثبت، ومنه قسم آخر لم يثبت، بل ربما عده بعض الأئمة من المنكرات الواهيات، وفيما يلي ذكر مجمل، وسياق موجز لأشهر ما ورد في ذلك:
* عن البراء ﵁ قال: قرأ رجل سورة الكهف، وفي الدار دابة، فجعلت تنفر، فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، فذكر ذلك للنبي ﷺ؟ قال: «اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزلت للقرآن» (١).
* عن أبي الدرداء ﵁، عن النبي ﷺ قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال»، وفي لفظ: «من آخر الكهف» (٢).
_________
(١) أخرجه: البخاري (٦/ ٦٢٢) ح (٣٦١٤)، ومسلم (١/ ٥٤٧ - ٥٤٨) ح (٧٩٥).
(٢) أخرجه: مسلم (١/ ٥٥٥، ٥٥٦) ح (٨٠٩)، والمحفوظ لفظ: (أول الكهف). ينظر: جلاء الأفهام ص (٣٢٥).
1 / 16
* عن معاذ بن أنس ﵁، عن رسول الله ﷺ قال: «من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورً من قدمه إلى رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نورًا ما بين السماء إلى الأرض» (١).
* عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ من سورة الكهف عشر آيات عند منامه عصم من فتنة الدجال، ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان له نورًا من لدن قرنه إلى قدمه يوم القيامة» (٢).
* عن ابن عباس ﵄، أن النبي ﷺ قال: «سورة الكهف تدعي في التوراة: الحائلة، تحول بين قارئها وبين النار» (٣).
* عن عبد الله بن مغفل ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «البيت الذي تُقرأ فيه سورة الكهف لا يدخله شيطان تلك الليلة» (٤).
_________
(١) أخرجه: أحمد في مسنده (٢٤/ ٣٩٠) ح (١٥٦٢٦)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٠/ ١٩٧) ح (٤٤٣)، وإسناده ضعيف.
(٢) أخرجه: ابن مردويه، كما في الدر المنثور (٩/ ٤٧٥).
(٣) أخرجه: البيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٤٧٥) ح (٢٤٤٨) من طريق محمد بن عبد الرحمن الجدعاني، عن سليمان بن مرقاع، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابن عباس به مرفوعا، وقال: (تفرد به محمد بن عبد الرحمن هذا، وهو منكر).
(٤) أخرجه: ابن مردويه، كما في الدر المنثور (٩/ ٤٧٨)، وهو واه جدًا.
1 / 17
رابعًا: الأحاديث الواردة في الترغيب بقراءة سور أخرى يوم الجمعة
وردت أحاديث متعددة في الترغيب بقراءة سور أخرى من القرآن يوم الجمعة، مما يتعبد به خارج الصلاة، ولا يثبت من ذلك شيء، وإنما هي من الضعيف الواهي، وفيما يلي الإشارة إلى شيء منها:
* عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له» (١).
* عن عبد الله بن عيسى (٢) قال: «أخبرت أنه من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة إيمانا وتصديقًا بها أصبح
_________
(١) أخرجه: الترمذي (٥/ ١٦٣) ح (٢٨٨٨)، وأبو يعلى (١١/ ٩٣) ح (٦٢٢٤)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٤٨٤) ح (٢٤٧٦) من طريق هشام أبي المقدام، عن الحسن، عن أبي هريرة به، قال الترمذي: (هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهشام أبو المقدام يضعف، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة) وقد ورد نحوه عن أبي أمامة مرفوعًا عند الطبراني في الكبير، وعن أبي رافع موقوفا عند الدارمي، ولا يثبت منها شيء. ينظر: مجمع الزوائد (٢/ ٣٧٩)، والفوائد المجموعة ص (٣٠٢)، وفيض القدير (٦/ ٢٠٠)، والسلسلة الضعيفة (٤٦٣٢، ٥١١٢).
(٢) وهو: ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو محمد الكوفي، ثقة فيه تشيع، كما قال ابن حجر، توفي سنة ثلاثين ومائة. ينظر: تهذيب الكمال (١٥/ ٤١٢)، والتقريب (٣٥٤٧).
1 / 18
مغفورًا له» (١).
* عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه، وملائكته حتى تَجِبَ الشمس» (٢).
* عن مكحول قال: «من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صلت عليه الملائكة إلى الليل» (٣).
* عن كعب الأحبار قال: قال رسول الله ﷺ «اقرؤوا هود يوم الجمعة» (٤).
...
_________
(١) أخرجه: الدارمي (٢/ ٥٤٩) ح (٣٤٢٠)، وإسناده إلى عبد الله صحيح، ولكن لا يعرف من أخبره.
(٢) أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (١١/ ٤٨) ح (١١٠٠٢)، وفي المعجم الأوسط (٦/ ١٩١) ح (٦١٧٥). قال الهيثمي (٢/ ٣٧٩): (رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه طلحة بن زيد الرقي، وهو ضعيف) وقال المناوي (٦/ ١٩٨): (قال ابن حجر: طلحة ضعيف جدًا، ونسبه أ؛ مد وأبو داود إلى الوضع) ..
(٣) أخرجه: الدارمي (٢/ ٥٤٤) ح (٣٣٩٧)، وإسناده إلى مكحول صحيح، وينظر: التبيان في آداب حملة القرآن ص (١٠٥).
(٤) أخرجه: الدارمي في مسنده (٢/ ٥٤٥) ح (٣٤٠٤)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٤٧٢) ح (٢٤٣٨)، وقد اختلف في إسناده مع إرساله، قال المناوي في فيض القدير: (قال الحافظ ابن حجر: حديث مرسل، وسنده صحيح. هكذا جزم به في أماليه، ثم قال: وأخرجه ابن مردويه في التفسير من وجه آخر عن مسلم بن إبراهيم).
1 / 19
المبحث الأول الأحاديث الواردة في الترغيب بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة
بعد طول بحث في الباب وقفت على عشرة أحاديث، وثلاثة آثار، وفيما يلي الكلام عليها تفصيلًا.
1 / 20
الحديث الأول
حديث أبي سعيد الخدري ﵁ -
حديث أبي سعيد الخدري ﵁ مداره على أبي هاشم الرماني (١)، عن أبي مِجْلَز (٢)، عن قيس بن عباد (٣)، عن أبي سعيد (٤).
_________
(١) هو: الرماني الواسطي، قيل: اسمه: يحيى بن دينار، وقيل: يحيي بن الأسود، وقيل: ابن أبي الأسود، وثقه: ابن معين، وأحمد، وأبو زرعة، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم، توفي سنة ١٢٢ هـ، وقيل: ١٤٥ هـ روي له الجماعة. ينظر: التاريخ الكبير (٨/ ٢٧١)، والجرح والتعديل (٩/ ١٤٠)، والثقاب (٧/ ٥٩٦)، وتهذيب الكمال (٨/ ٢٧١)، والجرح والتعديل (٩/ ١٤٠)، والثقاب (٧/ ٥٩٧)، وتهذيب الكمال (٣٤/ ٣٦٢) وسير أعلام النبلاء (٦/ ١٥٢) وتهذيب (١٢/ ٢٦١)، التعريب (٨٤٩٢).
(٢) لاحق بن حميد السدوسي أبو مجلز البصري الأعور، من الثقات الحفاظ، توفي سنة ١٠١ هـ، وقيل: ١٠٦ هـ، وقيل: ١٠٩ هـ، وروي له الجماعة. ينظر: التاريخ الكبير (٥/ ٥١٨)، وتهذيب الكمال (٣١/ ١٧٦)، وتهذيب التهذيب (١١/ ١٧١)، والتقريب (٧٥٤٠).
(٣) هو: القيس الضبعي، أبو عبد الله البصري، ثقة مخضرم من الصالحين، توفي بعد الثمانين، روي له الجماعة إلا الترمذي. ينظر: التاريخ الكبير (٧/ ١٤٥)، والجرح والتعديل (٧/ ١٠١)، والثقات (٥/ ٣٠٧) وتهذيب الكمال (٢٤/ ٦٤)، وتهذيب التهذيب (٨/ ٤٠٠) والتقريب (٥٦١٧).
(٤) اسمه: سعد بن مالك بن سنان الخزرجى الأنصاري، كان من نجباء الصحابة، وعلمائهم، وفضلائهم، توفي سنة ٧٤ هـ، روي له الجماعة. ينظر: التاريخ الكبير (٤/ ٤٤)، والجرح والتعديل (٤/ ٩٣)، والاستيعاب (٢/ ٦٠٢)، وتهذيب الكمال (١٠/ ٢٩٤)، والسير (٣/ ١٦٨) وتهذيب التهذيب (٣/ ٤٧٩)، والتقريب (٢٢٦٦)، والإصابة (٣/ ٧٨).
1 / 21
وقد وقع فيه على أبي هاشم اختلاف في إسناده، إذ روي عنه موقوفًا ومرفوعًا، واختلاف آخر في متنه، إذ روي مطولًا ومختصرًا بألفاظ متعددة.
وحاصل ذلك: أن أصل الحديث رواه عن أبي هاشم ستة من تلاميذه - فيما وقفت عليه -، ولفظ الحديث إجمالًا ورد في أمرين:
الأول منهما: فضيلة الذكر بعد الوضوء، ولفظه: «من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رِقٍّ، ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة».
الثاني: فضيلة قراءة سورة الكهف.
فبعض الرواة عن أبي هاشم اقتصر على لفظ الذكر بعد الوضوء، وهم: قيس بن الربيع، والوليد بن مروان، وروح بن القاسم، وفي أسانيد أحاديثهم ضعف.
وآخرون جمعوا بينهما في سياق واحد، وهم: هشيم بن بشير، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، على اختلاف بينهم وعنهم - كما سيأتي-.
وسوف أقصر التخريج والدراسة على رواياتهم:
1 / 22
* طريق هشيم بن بشير (١):
أخرجه: أبو عبيد القاسم بن سلام (٢) - ومن طريقه النسفي (٣)، والذهبي (٤) -، والدارمي (٥) عن أبي النعمان محمد بين الفضل السدوسي.
- وابن الضريس (٦) - ومن طريقه الخطيب البغدادي (٧) - عن أحمد بن خلف البغدادي (٨).
- والبيهقي في (شعب الإيمان) (٩)، من طريق سعيد بن منصور.
_________
(١) هو هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية الواسطي، ثقة ثبت، كثير التدليس، والإرسال الخفي، توفي سنة ١٨٣ هـ، روي له الجماعة. ينظر: التاريخ الكبير (٨/ ٢٤٢)، والجرح والتعديل (٩/ ١١٥) وتهذيب الكمال (٣٠/ ٢٧٢) وتذكر الحفاظ (١/ ١٤٨)، وسير أعلام النبلاء (٨/ ٢٨٧)، وتهذيب (١١/ ٥٩)، والتقريب (٧٣٦٢).
(٢) فضائل القرآن ص (٢٤٤).
(٣) القند في ذكر علماء سمرقند ص (٦١)، ووقع في إسناده سقط.
(٤) تاريخ الإسلام (٧/ ٦٩٣).
(٥) (٤/ ٢١٤٣) ح (٣٤٥٠).
(٦) فضائل القرآن ص (٩٩) رقم (٢١١).
(٧) تاريخ بغداد (٤/ ١٣٤).
(٨) قال فيه الخطيب: (وهو شيخ غير معروف عندنا، وقد سقط من روايته أبو هاشم.
(٩) شعب الإيمان (٢/ ٤٧٤) ح (٢٤٤٤).
1 / 23
أربعتهم: (أبو عبيد، وأبو النعمان، وابن خلف، وسعيد) عن هشيم، عن أبي هاشم به موقوفًا، بلفظ: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق»، وهذا لفظ أبي عبيد، والبقية نحوه، عدا محمد بن الفضل ففي روايته: «ليلة الجمعة».
وأخرجه: الحاكم (١) - وعنه البيهقي (٢) - من طريق نعيم بن حماد.
- والبيهقي في شعب الإيمان، وفضائل الأوقات (٣)، من طريق يزيد بن مخلد بن يزيد.
- والدارقطني (٤) معلقًا، من طريق الحكم بن موسى، ثلاثتهم: (نعيم، ويزيد، والحكم) عن هشيم، عن أبي هاشم به مرفوعًا، بلفظ: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق». وهذا لفظ يزيد، ولفظ نعيم «أضاء له من النور ما بين الجمعتين».
قال الحاكم عن طريق نعيم: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه).
خلفه الذهبي إذ قال: (نعيم ذو مناكير).
_________
(١) المستدرك (٢/ ٣٦٨).
(٢) السنن الكبرى (٣/ ٢٤٩)، والسنن الصغير (١/ ٢٣٥) ح (٦٠٦).
(٣) شعب الإيمان (٢/ ٤٧٥) ح (٢٤٤٥)، وفي (٣/ ١١٢) ح ٣٠٣٩) وفضائل الأوقات (١/ ٥٠٢) ح (٢٧٩).
(٤) العلل (١١/ ٣٠٨).
1 / 24