The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Maison d'édition
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Genres
والثلاث التي وددت أني سألت رسول اللهّ ﷺ عنها: وددت أني كنت سألته في مَنْ هذا الأمر، فلا يُنازَع الأمر أهله، وددت أني سألته عن ميراث العمة وبنت الأخ فإن بنفسي منهما حاجة، ووددت أني سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب فنعطيهم إياه (١).
هذا ما دار في ذهن أبي بكر ﵁ وهو في آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الآخرة، ذكر أمورا لا حرج عليه فيها، فقد وفّى في أمانته، فنقول يا أبا بكر رضي الله عنك إن كنت تحرجت مما ذكرت، فنقول لا تثريب عليك، فقد بذلت ما برأت والله به ذمتك، ولن يخزيك الله ﷿، هذا ظننا بربنا ﵃.
نقول هذا لأنك رويت وأنت الصادق المصدّق أن رسول الله ﷺ قال: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال» (٢) - يعني مال الله - وقلت: "ليس لهم أن يزيدوا على المأكل، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي ﷺ التي كانت عليها في عهد النبي ﷺ، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله ﷺ "، فتشهد عليٌّ ثم قال: "إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك، وذكر قرابتهم من رسول الله ﷺ وحقهم"، فتكلم أبو بكر فقال: "والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله ﷺ أحب إلي أن أصل من قرابتي" (٣).
فكنتُ خليفة رسول الله ﷺ والتزمتُ بما التزم به رسول الله ﷺ، فأي خطأ في هذا، ولِمَ لَمْ يوص رسول الله ﷺ وقد أمر الله بذلك في كتابه العزيز، فقال ﷿: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ (٤) وأمر بها ﷺ سعد بن مالك ﵁، قال سعد: قال: دعاني رسول اللَّهِ ﷺ وأنا مريض فقالَ: «أوصيت؟» قلت: نعم. قال: «بِكَمْ؟» قلت: بمالي كله في سبيل الله، قال: «فما أبقيت لولدك؟» قلت: هم أغنياء بخير، قال: «أَوصِ
(١) مروج الذهب (١/ ٢٩٠). (٢) أخرجه البخاري حديث (٣٧١٢) وانظر أطرافه: (٣٠٩٣، ٤٠٣٦، ٤٢٤١، ٦٧٢٦). (٣) أخرجه البخاري حديث (٣٧١٢) وانظر أطرافه: (٣٠٩٣، ٤٠٣٦، ٤٢٤١، ٦٧٢٦). (٤) الآية (١٨٠) من سورة البقرة.
1 / 79