The Guide and the Guided

Marzuq al-Zahrani d. 1450 AH
56

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Maison d'édition

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

مقامك لا يُسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: «مروا أبا بكر يصلى بالناس» فقلت: لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى ما يقم مقامك لا يُسمع الناس، فلو أمرت عمر، قال: «إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر أن يصلى بالناس» فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله ﷺ في نفسه خفة، فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه يخطان في الأرض حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر، فأومأ إليه رسول الله ﷺ، فجاء رسول الله ﷺ حتى جلس عن يسار أبى بكر، فكان أبو بكر يصلى قائما، وكان رسول الله ﷺ يصلى قاعدا، يقتدى أبو بكر بصلاة رسول الله ﷺ، والناس مقتدون بصلاة أبي بكر ﵁ " (١)، ولو كان عمر ﵁ أفضل من أبي بكر أو حتى مساويا له في الفضل لم يُغلظ رسول الله ﷺ الكلام لحفصة مع وجاهة العذر، ولكنه فضل أبي بكر ﵁، وأول من يعترف به عمر ﵁، ولم يكن خافيا أمر رسول الله ﷺ بلالا أن يُقِّدم أبا بكر ليصلي بالناس صلاة العصر، في اليوم الذي ذهب فيه رسول الله ﷺ للإصلاح بين بني عمرو بن عوف (٢)، وقال ﷺ: «ولو كنت متخذا من أمتى خليلا لاتخذت، أبا بكر ولكن أخي وصاحبي» (٣)، فلم يفضل أحدا من أهل الأرض على أبي بكر ﵁، إشارة واضحة في استحقاق أبي بكر ﵁، لو جازت الخلة لأحد من الناس لكانت لأبي بكر كلام من لا ينطق عن الهوى ﷺ، ومن هنا عرف الصحابة فضل أبي بكر، وقد قال عمر ﵁: «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم» (٤)، وهذا الأمر أغاظ كثيرا أتباع أبي لؤلؤة المجوسي على أبي بكر وعمر وعامة الصحابة، وعلى كل من رضي بذلك.

(١) البخاري حديث (٧١٣) ومسلم حديث (٩٦٨) .. (٢) المعرفة والتاريخ ١/ ٤٥٥. (٣) البخاري حديث (٣٦٥٦) ومسلم (٦٣٢٣). (٤) الإبانة الكبرى لابن بطة (٣/ ١٨٣).

1 / 60