The Guide and the Guided

Marzuq al-Zahrani d. 1450 AH
52

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

Maison d'édition

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

والأجر العظيم قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (١)، وهذه تحققت في جميع الصحابة ﵃ وأبو بكر ﵁ هو أكمل الناس إيمانا بعد رسول الله ﷺ، بشهادة عمر بن الخطاب ﵁ حين قال: «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم» (٢)، وكفى والله بها شهادة من عدل خبير بأبي بكر بعد رسول الله ﷺ، ونعود إلى الحديث السابق فنجد فيه إلماحة قوية تؤكد أن خلافة عمر ﵁ بعد أبي بكر ﵁، وتشير إلى ما يكون في عهده من خير للإسلام والمسلمين، فطابق الخُبْرُ الخَبَر في هذا الأمر العظيم المعتبر، فُتحت الأمصار شرقا وغربا، ودوَّى صوت المؤذن: حي على الصلاة حي على الفلاح في تلك الأمصار، ومن هنا اشتدت عداوة الحاقدين على عمر بن الخطاب ﵁ كأبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله، وأتباعه الذين لا زالت نار حقدهم تضطرم إلى اليوم. أما قوله ﷺ: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشى فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة» (٣)، ففيه إشارة إلى ما سيحدث من خلاف وفتن يشعلها أهل الكيد للإسلام، وأن ذلك سيحدث لا محالة، ولا يكون إلا بالإحداث فيما جاء به ﷺ، وحذر من المحدثات في الدين لأنها أبواب الضلال. موقف الصحابة من الخلافة الراشدة لم يشك الصحابة ﵃ في أن مراتب الخلافة الراشدة، بعد النبوة على الولاء، روى ابن عمر ﵄ قال: كنا نُخَيِّر بين الناس في زمان رسول الله ﷺ: أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيبلغ ذلك النبي ﷺ فلا ينكره (٤).

(١) الآية (٩) من سورة المائدة .. (٢) الإبانة الكبرى لابن بطة (٣/ ١٨٣). (٣) الترمذي حديث (٢٨٩١). (٤) السنة لابن أبي عاصم حديث (١١٩٣).

1 / 56