The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Maison d'édition
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Genres
ابن عباس ﵄، قدروا بأربعة آلاف (١)، وبقي من كتبت عليهم الشقوة على ضلالهم.
ولو كانوا طلاب حق لما خفي عليهم الأمر سواء في عهد عثمان ﵁ أو عهد علي ﵁، فالصحابة كثر وكتاب الله محكَّم، وسنة رسول الله ناطقة بالحق، ولكن لهم غاية أبعد من الحق وهو الباطل، الذي اتخذوه شرعة ومنهاجا لتكفير عثمان ثم علي ﵄، وتكفير من كان معهما على الحق، ولم يخف أمرهم على رسول الله ﷺ، ولذلك عُدّ قتلهم من قبل علي ﵁ فتحا من أجل الفتوح، لأنهم كانوا لا يرون طاعة خليفة، ولا يرونها في قرشي، وكان ضررهم معلوما (٢)، وكانت علامتهم ما أخبر به رسول الله ﷺ فيما روى أبو سعيد الخدري ﵁ قال: بينا رسول الله ﷺ يقسم قسما (٣)، فأتاه رجل من بني تميم يقال له: ذو الخويصرة فقال: يا رسول الله! اعدل، فقال ﷺ: «هاك لقد خبت وخسرت إن لم أعدل» فقال عمر ﵁: دعني يا رسول الله أقتله، فقال: «لا، إن لهذا أصحابا يخرجون عند اختلاف من الناس. . . .» الحديث تقدم ذكره (٤).
وذو الثُّدية هو: حرقوس بن زهير، أحد الخوارج يوم النهروان، قاتلهم علي ﵁، وتفقد قتلاهم، فاستخرج من بينهم ذا الثُّدية، فرآه ناقص اليد، ليس فيها عظم، طرفها حلمة مثل الثدي، عليها خمس شعرات أو سبع، رؤوسها معقفة، ثم نظر إلى عضده فإذا لحم مجتمع على منكبه كثدي المرأة (٥)، حينها سجد علي شكرا لله ﷿ لما رأى ذا الثُّدية في القتلى، لأن ذلك كان علامة على أنه ﵁ على الحق (٦).
يتلخص من هذا أن نابتة الخوارج أولهم ذو الخويصرة التميمي، وأن شوكتهم تقوى عند اختلاف الناس، وحصل الاختلاف على عثمان ﵁ فبرز ناب الخوارج ليكسر الوحدة الإسلامية، وتبلور في عهد علي ﵁، وامتد شرهم بعد ذلك.
(١) البداية والنهاية ٧/ ٣١٢. (٢) جوامع السيرة ١/ ٣٤٠. (٣) قيل: يوم خيبر، وقيل يزم حنين. (٤) أخرجه البخاري ومسلم. (٥) مروج الذهب ٤/ ٤١٦. (٦) انظر: زاد المعاد ٣/ ٥١١.
1 / 169