القواعد الحسان لتفسير القرآن

Abd ar-Rahman as-Sa'di d. 1376 AH
31

القواعد الحسان لتفسير القرآن

القواعد الحسان لتفسير القرآن

Maison d'édition

مكتبة الرشد

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

القاعدة الثانية عشرة: الآيات القرآنية التي يفهم منها قصَّار النظر التعارض: يجب حمل كل نوع منها على ما يليق ويناسب المقام كل بحسبه. وهذا في مواضع متعددة من القرآن: منها: الإخبار في بعض الآيات أن الكفار لا ينطقون، ولا يتكلمون يوم القيامة، وفي بعضها: أنهم ينطقون ويحاجُّون ويعتذرون ويعترفون: فمحمل كلامهم ونطقهم: أنهم في أول الأمر يتكلمون ويعتذرون، وقد ينكرون ما هم عليه من الكفر، ويقسمون على ذلك، ثم إذا ختم على ألسنتهم وأفواههم، وشهدت عليهم جوارحُهم بما كانوا يكسبون، ورأوا أن الكذب غير مفيد لهم أُخْرِسوا فلم ينطقوا. وكذلك الإخبار بأن الله تعالى لا يكلمهم، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، مع أنه أثبت الكلام لهم معه، فالنفي واقع على الكلام الذي يسرهم، ويجعل لهم نوع اعتبار. وكذلك النظر والإثبات واقع على الكلام الواقع بين الله وبينهم على وجه التوبيخ لهم والتقريع، فالنفي يدل على أن الله ساخط عليهم، غير راض عنهم، والإثبات يوضح أحوالهم، ويبين للعباد كمال عدل الله فيهم، إذ هو يضع العقوبة موضعها. ونظير ذلك أن في بعض الآيات أخبر أنه ﴿لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَاْنٌ﴾ [الرحمن: ٣٩]، وفي بعضها: أنه يسألهم ﴿مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾ [الشعراء: ٩٢] و﴿مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: ٦٥]، ويسألهم عن أعمالهم كلها. فالسؤال المنفي: هو سؤال الاستعلام والاستفهام عن الأمور

1 / 36