The Fragrance of Jasmine in the Biography of the One with Two Wings

نايف منير فارس d. Unknown
99

The Fragrance of Jasmine in the Biography of the One with Two Wings

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

Maison d'édition

مبرة الآل والأصحاب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

ويطعمهم، وعن أبي هريرة ﵁ قال: «ما احتذى النعال... ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله ﵌ أفضل من جعفر بن أبي طالب ﵁» (^١). وعنه أيضًا ﵁ أنه قال: «وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب» (^٢). وهذا يدل على بروز هذا الخلق عند جعفر ﵁؛ لأن جعفرًا كان في الحبشة، وإسلام أبي هريرة إنما كان في العام السابع بعد خيبر، وجعفر ﵁ كما سيأتي- شارك في مؤتة واستشهد فيها، أي أن عامًا واحدًا هو الذي كان يجمع بين أبي هريرة وجعفر في المدينة، ومع ذلك كان كرم جعفر ﵁ مشتهرًا حتى لقب بأبي المساكين، حتى كان أبو هريرة - وهو من هو- يذكر أنه ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله ﵌ خير أو أفضل من جعفر بن أبي طالب، لما كان لأثر كرمه وجوده على أبي هريرة، وعلى غيره من فقراء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وهذا يدلنا على هذه المنقبة العظيمة التي تدل على نفس سمحة سخية، وعلى رغبة في الأجر والمثوبة، وإدخال السرور إلى قلوب الضعفاء والمحتاجين. وهنا نرى دقة الصحابة في النقل والرواية، ونرى أنهم لا يكتمون أدنى فضيلة ذُكرت لآل البيت، وهذا إن دل فإنما يدل على محبتهم، فالمحبة في الله هي شعارهم، حتى إننا نجد أنَّ من ينقل

(^١) انظر تخريج الحديث تحت عنوان: الأحاديث الصحيحة في ذكر جعفر ﵁، حديث رقم (١٠). (^٢) أخرجه البخاري (٥/ ٢٤) (٣٧٠٨)، وفي (٧/ ١٠٠) (٥٤٣٢).

1 / 104