216

The Fragrance of Jasmine in the Biography of the One with Two Wings

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

Maison d'édition

مبرة الآل والأصحاب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

ممن قدم معنا، على حفصة زوج النبى ﵌ زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشى فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: الحبشية هذه البحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم. قال: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله ﵌ منكم. فغضبت وقالت: كلا والله، كنتم مع رسول الله ﵌ يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء (^١) بالحبشة، وذلك في الله وفي رسوله ﵌، وأيم الله، لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ﵌ ونحن كنا نؤذَى ونخاف، وسأذكر ذلك للنبى ﵌ وأسأله، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه فلما جاء النبى ﵌ قالت: يا نبى الله إن عمر قال: كذا وكذا. قال «فما قلت له». قالت: قلت له كذا وكذا. قال: «ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان». قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا (^٢)، يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شئ هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبى ﵌.
قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني».
أخرجه البخاري (٣/ ١١٤٢)، رقم (٢٩٦٧)، ومسلم (٤/ ١٩٤٦)، رقم (٢٥٠٢)، وأبو يعلى في مسنده (١٣/ ٣٠٣)، رقم (٧٣١٦).

(^١) البعداء البغضاء: البعداء في النسب، البغضاء في الدين، إلا من أسلم منهم كالنجاشي ﵀.
(^٢) أرسالًا: أي أفواجًا، فوج بعد فوج.

1 / 221