الطريق لفشلك في الحصول على الدنيا، فأردت أن تحصل عليها بزعم الاخرة .. حدد هدفك أيها المسكين، واعلم أن العليم الخبير بالنوايا بصير.
لما ذهب اعرابى مع رسول الله ﷺ في الجهاد فقسم له قسما من الفىء، قال الرجل: " ما على هذا تبعتك! " .. فحرر نيتك: علام اتبعتنا؟!
" والنية - أيها الحبيب - أصل العبادات، وبها يتميز الصحيح من السقيم، والخالص من غيره، وبالنية تتحدد منازل السالكين، ووجهة القاصدين، ومن يريد بها وجه الله تعالى، أو يريد السفر بأي نوع كالهجرة، إذ انها قد تكون لمصلحة دنيوية، أو دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، وبهذه النية يتحدد الإخلاص الذي به يؤجر المرء على متاعب الطريق، وبه يستعذب العذاب، وبه تهون مشاق الطريق.
والإخلاص وحده يقود إلى شفافية القلب، وصفاء الوجدان، لأن المؤمن لا يفكر بعده الا في عظمة ربه ولا يتوجه الا إلى خالقه .. فلا يضيره متاعب المثبطين، ولا نداء المرجفين، ولا يقعده فتور الهابطين ".
يقول ابن القيم - عليه رحمة الله -:
" فالإخلاص سبيل الخلاص، والاسلام هو مركب السلامة، والايمان شاطىء الامان ".