430

الأربعون العقدية

الأربعون العقدية

Maison d'édition

دار الآثار

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

٢٠٢١ م

Lieu d'édition

مصر

Genres

وأحمد في رواية، وابن المبارك وإسحاق بن راهويه وأبو بكر الأثرم، وقال ابن عبدالبر: وهو مقتضى صنيع مالك. (^١)
-واستدلوا على ذلك بما يلى:
١ - عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ-رضى الله عنها- قَالَتْ:
دُعِيَ رَسُولُ اللهِ- ﷺ إِلَى جَنَازَةِ صَبِيٍّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى لِهَذَا، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلِ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ ﷺ:
«أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ، يَا عَائِشَةُ؛ إِنَّ اللهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ». (^٢)
فقد نهى الرسول ﷺ عائشةَ -رضى الله عنها- عن الحكم لصغار المسلمين بالجنة، فكيف بأطفال المشركين؟!
٢ - ما رواه أبوهريرة ﵁ أنه قال: قال النبي ﷺ:
"ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه"
ووجه الدلالة في هذا الحديث أنه دل على أن المولود يولد على الفطرة، وما دام أنه يولد على الفطرة فلا يُدرى ماذا سيعمل إذا بلغ، لذا يوكَل أمره إلى الله.
٣ - وكذلك استدلوا بما صح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه- قَالَ:
سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ -عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ مَنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ صَغِيرًا، فَقَالَ: «اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» (^٣).
قال ابن قتيبة:
قوله ﷺ: "الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين" المعنى: لو أبقاهم. يريد: فلا تحكموا عليهم بكفر آبائهم إذا لم يبلغوا فيكفروا، ولا تحكموا عليهم بميثاق الفطرة التي ولدوا عليها، لأنهم لم يبلغوا فيؤمنوا. (^٤)
٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما- قَالَ: أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَأَنَا أَقُولُ:
أَوْلَادُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ

(^١) وانظر فتح الباري (٣/ ٣٥٥) والاستذكار (٣/ ١٠٨)
(^٢) أخرجه مسلم (٢٦٦٢) وأحمد (٢٤١٣٢)
(^٣) متفق عليه.
(^٤) كشف المشكل من حديث الصحيحين (٢/ ٣٦٦)

1 / 456