الروايات التفسيرية في فتح الباري

Abdel-Majed Sheikh Abdel-Bary d. Unknown
84

الروايات التفسيرية في فتح الباري

الروايات التفسيرية في فتح الباري

Maison d'édition

وقف السلام الخيري

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٦ مـ

Genres

المبحث السابع: بيانه لغريب القرآن ومعرفة هذا الفن أمر ضروري لمن يتصدى لتفسير القرآن الكريم. ويحتاج ذلك إلى معرفة علم اللغة، وفي الأثر عن ابن مسعود قال: أعربوا القرآن؛ فإنه عربي وإنه سيجئ أقوام ينفعون وليسوا بخياركم"١. والمراد بإعراب القرآن هنا معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد به الإعراب المصطلح عليه عند النحاة؛ وهو ما يقابل اللحن؛ لأن القراءة مع فقده ليست قراءة، ولا ثواب فيها. والحافظ ابن حجر متمكن في علم اللغة، وقد تقدم٢ أنه كان شاعرًا، وأنه نظم الشعر وهو في سن مبكر، وقال الشعر الرائق والنثر الفائق، ونظم مدائح نبوية ومقاطيع، ثم شغل عن ذلك. وقد رأيت أنه اهتم بهذا الجانب، فكان كثيرًا ما يفسر ويشرح ألفاظًا تكون غير واضح المعنى، أو غريبة، أو يذكر روايات في هذا الصدد، وبخاصة لما يكون الإمام البخاري قد أورد شيئا منها في ترجمة الباب تعليقا، فإنه يذكر من رواه متصلا. إضافة إلى ذلك فإنه أورد في "هدي الساري" مقدمة "فتح الباري"، في الفصل الخامس: في سياق ما في الكتاب - صحيح البخاري - من الألفاظ الغريبة على ترتيب الحروف مشروحا. ومن ضمنها طائفة كبيرة من ألفاظ القرآن الغريبة. ومن أمثلة ذلك: عند قوله تعالى: ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ﴾ [النساء:٨٨] أورد

١ ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/١٦٦-١٦٧ وقال: رواه الطبراني من طرق وفيها ليث بن أبي سليم وفيه ضعف، وبقية رجال أحد الطرق رجال الصحيح. ٢ في مبحث نشأته العلمية وطلبه للعلم ص٤٣.

1 / 95