التدوين المبكر للسنة بين الدكتور صبحي الصالح والمستشرقين
التدوين المبكر للسنة بين الدكتور صبحي الصالح والمستشرقين
Maison d'édition
بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي حول معالم التجديد في فكر الدكتور صُبْحِي الصَّالِح ﵀ (المنعقد في جامعة الجنان ٣ و٤ تشرين الثاني ٢٠٠٦ م).
Genres
فهذا يدل على أن ابن أبي أوفى كتب أحاديث وقرأها الناس، ولكنها غير صحيفة سعد بن عبادة ﵃ أَجْمَعِينَ -.
٢ - صحيفة سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ ﵁، المُتَوَفَّى سَنَةَ ٦٠ للهجرة. ففي ترجمة ابنه من " تهذيب التهذيب " (٥١) أنه روى عن أبيه نسخة كبيرة. ولعلها الرسالة التي بعث بها إلى بنيه وقال فيها ابن سيرين: «فِي رِسَالَةِ سَمُرَةَ إِلَى بَنِيهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ» (٥٢).
٣ - صحيفة جابر بن عبد الله ﵄ المُتَوَفَّى سَنَةَ ٧٨ للهجرة. وكان التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي يقول: «لأَنَا بِصَحِيفَةِ جَابِرٍ أَحْفَظ مِنِّي مَن سُورَة البَقَرَةِ» (٥٣).
وكذلك فإن سليمان بن قيس اليشكري جالس جابرًا وروى عنه صحيفة (٥٤). ونقل الدكتورعن بعضهم أن وهب بن منبه روى أحاديث من إملاء جابر وأحالنا إلى " تهذيب التهذيب " (٥٥)، ولكنني لم أجد ذلك في الموضع المحال إليه فلعله في غيره.
٤ - الصحيفة الصادقة التي كتبها عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄، المُتَوَفَّى سَنَةَ ٦٥ للهجرة. وهي من أشهر الصحف التي كتبت في العصر النبوي، وإن كان العدد الذي ذكره الدكتور لأحاديث الصحيفة غير مُسَلَّمٍ بِهِ (٥٦)، إلا أنها كانت معروفة، وأن عبد الله كتبها بإذن النبي ﷺ. وهي محفوظة في " مسند الإمام أحمد بن حنبل " (٥٧). ويكفي في ثبوتها ما قال أبو هريرة ﵁: «مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْفَظَ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِنِّي إِلاَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ العَاصِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَلاَ أَكْتُبُ». وما قاله مجاهد بن جبر: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَتَنَاوَلْتُ صَحِيفَةً مِنْ تَحْتِ مَفْرَشِهِ، فَمَنَعَنِي، قُلْتُ: مَا كُنْتَ تَمْنَعُنِي شَيْئًا، قَالَ: «هَذِهِ الصَّادِقَةُ، هَذِهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ» (٥٨).
_________
(٥١) ٤/ ١٩٨
(٥٢) " تهذيب التهذيب ": ٤/ ٢٣٦ - ٢٣٧.
(٥٣) ينظر " علوم الحديث ومصطلحه ": ص ١٥.
(٥٤) " تهذيب التهذيب ": ٤/ ٢١٥.
(٥٥) ١١/ ١٦٦ ترجمة وهب بن منبه.
(٥٦) ذكر الدكتور أن الصحيفة حَوَتْ مائة حديث. والذي في المصدر المحال إليه وهو " أسد الغابة " أن عبد الله قال: «حَفِظْتُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَلْفَ مَثَلٍ». ولا يلزم أن يكون ما حفظه هو الذي كتبه.
(٥٧) ومجموع أحاديث مسند عبد الله بن عمرو (٦٣٨) حديثًا وهذا يؤيد ما ذكرته أنه لا يلزم أن يكون كتب كل ما حفظ.
(٥٨) " أسد الغابة ": ٣/ ٣٤٦.
1 / 10