La Doctrine de la Croyance au Destin et au Décret chez les Salaf et son Impact sur le Croyant
عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر عند السلف وأثرها على المؤمن
Genres
أقسام التقدير خمسة (^١):
الأول: التقدير العام قبل خلق السموات والأرض:
وهو تقدير الرب لجميع الأشياء بمعنى علمه بها وكتابته لها ومشيئته وخلقه لما كان منها، ويدل على هذا النوع دلائل كثيرة منها قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧٠)﴾ [الحج: ٧٠]، وقوله: ﴿لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)﴾ [الطلاق: ١٢]، وقوله: ﴿يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (١٨)﴾ [الحج: ١٨]، وقوله: ﴿الله خالق كل شيء﴾ [الزمر: ٦٢]، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ أن النبي ﷺ قال: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» (^٢).
الثاني: كتابة الميثاق حين أخذ على بني آدم وهم على ظهر أبيهم آدم:
قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ الآية [الأعراف: ١٧٢]. وفي مسند الإمام أحمد عن أبي الدرداء ﵁ عن النبي ﷺ قال: «خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي» (^٣).
الثالث: التقدير العمري:
وهو تقدير كل ما يجري على العبد في حياته إلى نهاية أجله وكتابة شقاوته وسعادته، وقد دل عليه حديث ابن مسعود ﵁ أن النبي ﷺ قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتابة رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ...» (^٤) الحديث.
الرابع: التقدير السنوي:
(^١) التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة، عبد الرحمن بن سعدي، ص ٧٨ - ٨٠، الطبعة الأولى، تعليق الشيخ ابن باز، ضبط علي حسن عبد الحميد، دار ابن القيم، الدمام، ١٤٠٩ هـ. وانظر: شفاء العليل ص ٦ - ٢٣، معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول للشيخ حافظ الحكمي (٣/ ٩٢٨ - ٩٤٠)، الطبعة الثالثة، ضبط وتعليق عمر بن محمود، دار ابن القيم، الدمام، ١٤١٤ هـ، والقضاء والقدر للمحمود ص ٦٦ - ٦٩. (^٢) سبق تخريجه ص ١٢ حاشية رقم ٢. (^٣) قال محقق الكتاب: رواه أحمد وابنه في الزوائد (٦/ ٤٤١) وإسناده صحيح. (^٤) رواه البخاري كتاب القدر (١١/ ٤٧٧ - فتح الباري)، ورواه مسلم في كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه (١٦/ ١٩٠ - شرح النووي).
1 / 12