وأسلم وحدثني حديثًا وافق الذي كنت حدثتكم عن المسيح الدجال ....»، ثم حدثهم بما حدثه به تميم الداري- ﵁.
اليس هذا إقرارا منه ﷺ على صدقه- ﵁ وأنه ﷺ ما ينطق عن الهوى ولا يقر إلا على صواب.
فإذا لم يعن هذا الفعل إقرارًا وتصديقًا منه ﷺ بصدق ما جاء به تميم، وتصديق ما قاله، فكيف هو الإقرار والتصديق.
وإنه واللهِ إقرارٌ من النبي ﷺ لتميم الداري ما بعده إقرار، وإنها والله من مناقب تميم الداري وكفى به منقبة ومزية وكرامة أن يُحدث عنه النبي ﷺ ويروي عنه.
قال النووي عن حديث تميم: «هذا معدود في مناقب تميم- ﵁ لأن النبي ﷺ روى عنه هذه القصة، وفيه رواية الفاضل عن المفضول، ورواية التابع عن تابعه». (١)
فتصديق النبي ﷺ واضح لا لبس فيه، إلا أن مغالاة رشيد رضا وتعصبه في رد الخوارق والغرائب أدى به إلى رد كل حديث لا يتوافق مع منهجه العقلي الذي ورثه عن شيخه وأستاذه محمد عبده.
ولو أن الشيخ لزم غرز أئمة الدين، ومنهج أهل السنة وأهل الحديث في التعامل مع الحديث النبوي، لكان أسلم له في دينه وخيرًا له في عاقبته، ولكفى المسلمين باب شر يلج منه كل مبتغٍ للفتنة، مبغضٍ للدين وأهله.
(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ٣٧).