The Doctrinal Implications of Cosmic Verses
الدلالات العقدية للآيات الكونية
Maison d'édition
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
Lieu d'édition
اللملكة العربية السعودية
Genres
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ (^١).
٣ - أن هذه الآيات الكونية لا تخرج عن قضاء الله وقدره ولا عن مشيئته وإرادته، قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (^٢)، وقال تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾ (^٣).
٤ - أن كل ما ورد في النصوص الشرعية من الآيات الكونية فهو لبيان كمال قدرة الله وحكمته (^٤)، وتذكير للناس بنعم الله تعالى عليهم ليشكروه حق شكره، وليعبدوه حق عبادته (^٥).
فذكر الآيات الكونية في القرآن في سياق العظة للاعتبار، وفي مورد الإرشاد للاستدلال على قدرة الخالق وحكمته في مخلوقاته، ليوجه الإنسان ببصيرته إلى خالقه، فيسبحه ويمجده ويعبده حق عبادته (^٦).
ولذلك لا يجوز التكلف فيها ما لا علم للإنسان به والتأويل فيها بغير ما أنزل الله تعالى، كما قال قتادة ﵀: " خلق هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به" (^٧).
٥ - أنه ليس في النصوص الصحيحة ما ينافي العلم الكوني الصحيح، ولا ما يناهض ما أثبته البرهان الساطع، وقام عليه الدليل القاطع (^٨)، بل إن فيه
(^١) الحج: ٧٣. (^٢) القمر: ٤٩. (^٣) الأعلى: ١ - ٣. (^٤) انظر: تفسير ابن كثير: ٢/ ٥١٧. (^٥) الأجزاء الكونية بين النقل والعقل: ١٢. (^٦) الدين والعلم، وهل ينافي الدين العلم؟: ٣٠. (^٧) رواه البخاري معلقًا: كتاب بدء الخلق، باب في النجوم: ٦١٤. (^٨) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية، تحقيق: علي الألمعي وعبدالعزيز العسكر وحمدان الحمدان، دار الفضيلة، الرياض، ط ١: ٢/ ٥٣٨، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم، تحقيق: علي الدخيل الله، دار العاصمة، الرياض، ط ٣: ٣/ ٨٢٩.
1 / 40