274

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Maison d'édition

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Lieu d'édition

اللملكة العربية السعودية

Genres

خامسًا: الإيمان بالرسل:
أخبر النبي ﷺ أن الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان أو قرن الشمس، فعن عبد الله ابن عمر ﵄ عن النبي ﷺ أنه قام إلى جنب المنبر فقال: "الفتنة ها هنا، الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان (^١) أو قال قرن الشمس" (^٢).
"وكان ﷺ يحذر من ذلك، ويعلم به قبل وقوعه، وذلك من دلالات نبوته ﷺ " (^٣).
وقد حبست الشمس لنبي من الأنبياء، وهو يوشع بن نون ﵇ فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلِفات، وهو ينتظر ولادها، فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه" (^٤)، "وحبس الشمس

(^١) اختلف الناس في المراد بقرن الشيطان، فقيل: حزبه وأتباعه، وقيل: قوته وطاقته، وقيل: إن ذلك استعارةً وكناية عن إضراره، لما كانت ذوات القرون تسلط بقرونها على الأذى استعير للشيطان ذلك، وقيل: قرن الشيطان أمة تعبد الشمس، وقيل: القرنان: جانبا الرأس، فهو على ظاهره، قال النووي: "وهذا هو الأقوى". انظر: إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم: ٣/ ٢٠٨. والتمهيد: ٤/ ١٠، والاستذكار لابن عبد البر، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار قتيبة، بيروت، ط ١: ١/ ٣٦٤، وشرح النووي على صحيح مسلم: ٦/ ١١٢.
(^٢) صحيح البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي ﷺ " الفتنة من قبل المشرق": ١٣٥٥ برقم (٧٠٩٢).
(^٣) عمدة القاري شرح صحيح البخاري: ٢٤/ ١٩٩.
(^٤) صحيح البخاري، كتاب الغنائم، باب قول النبي ﷺ: " أحلت لكم الغنائم": ٥٩٧ برقم (٣١٢٤).

1 / 292