183

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Maison d'édition

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Lieu d'édition

اللملكة العربية السعودية

Genres

خلق آدم ﵇ من غير أب ولا أم، وولادة عيسى ابن مريم ﵇ من غير أب، فإن الله ﷿ يخلق السبب، ويخلق بالسبب، ويخلق بغير السبب، قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (^١)، وفي هذا بيان لقدرة الله تعالى على إيجاد المسبَّبات العاديات من غير سبب ظاهر.
والنار تحرق بإذنه ﷾، فإذا أمرت أن تمتنع من الإحراق امتنعت كنار إبراهيم ﵇، قال تعالى: ﴿قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ (^٢).
والماء مغرق، فإذا أمر أن يمتنع من الإغراق امتنع، وإذا أمر أن يغرق أغرق كإغراقه فرعون وقومه، ومنعه من إغراق موسى ﵇ وقومه، قال تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ (^٣).

(^١) آل عمران: ٥٩.
(^٢) الأنبياء: ٦٩.
(^٣) البقرة: ٥٠.

1 / 199