أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
Genres
عمير ﵁ ثم "عرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن، قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهّله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطّهّر وتطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلّي ركعتين " (١)، ولعل مصعب بن عمير ﵁ حين عرضه للإسلام بيّن محاسنه ورحمته وعدله، وكذلك حرص على قراءة القرآن فهو أهم ما يُبدأُ به عند الدعوة إلى الله ﷿، ثم عندما أراد سعد بن معاذ ﵁ الدخول في الإسلام لم يأمره بالصيام أو الزكاة، بل بدأ بما هو أهم، من خلال التدرج بالاغتسال، فالتطهر، فالشهادة، ثم الصلاة.
وأيضًا في حواره مع أمه، حينما دعاها إلى الإسلام بدأ بدعوتها إلى النطق بالشهادتين فقال لها: " اشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله " (٢)، فلم يبدأ بفروع الدين، بل حرص على الأصل والأهم.
ثالثًا: الدليل:
إن المحاور الناجح من ثبّت كلامه وعلمه وآراءه بالدليل والبرهان، " فإن الإقناع لا بد أن يكون بالحجة والبرهان لا بمجرد الكلام، والرد من غير دليل، بمنزلة هدم العلم بالشك المجرد، وسوق الحقائق المجردة أقل تأثيرًا في النفوس من سوقها مدعمة بالشواهد المعتمدة، سواء من الكتاب أو السنة أو أقوال الأئمة والعلماء " (٣)، والقرآن الكريم من أعظم ما يتسلح به المحاور، قال تعالى:
_________
(١) ابن هشام: مصدر سابق، ١/ ٤٣٥.
(٢) ابن سعد: مصدر سابق، ٣/ ٨٨.
(٣) زمزمي، يحيى بن محمد: مصدر سابق، ص ٣٠٩.
1 / 72