288

Le Couronnement : Recueil Complet des Hadiths du Prophète

التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

Maison d'édition

دار إحياء الكتب العربية

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٣٨١ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٦١ - ١٩٦٢ م

Lieu d'édition

مصر

Genres

سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ هذَا الحَدِيثَ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِهَا وَلَا تَضِنَّنَّ بِهَا عَلَيَّ (^١) قَالَ: هِيَ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ (^٢) فَقُلْتُ: كَيْفَ تَكُونُ بَعْدَ العَصْرِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي، وَتِلْكَ السَّاعَةُ لَا يُصَلَّى فِيهَا؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «مَنْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ؟» قُلْتُ: بَلَى قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (^٣) وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَا: «هِيَ آخِرَ سَاعَةٍ قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ».
الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّمفي يوم الجمعة وليلتها (^٤)
• عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ (^٥)، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ

(^١) أي لا تبخل بها عليّ.
(^٢) لا منافاة بين هذه وبين روايتي أبي داود والنسائي الآتية، لاحتمال أن وقتها يدخل بعد العصر ويمتد إلى الغروب، وأرجي ساعاته الساعة الأخيرة، أو يحمل بعد العصر على الساعة التي قبل الغروب حملا للطلق على المقيد، ولا منافاة بين حديث أبي موسى وبين اللذين بعده، لاحتمال أنها تكون في وقت الصلاة في جمعة، وقبل الغروب في أخرى إذا قلنا بانتقالها، وإن قلنا بعدمه، فالقول بأنها آخر ساعة أرجح لكثرة نصوصه واتصالها والجزم برفعها، وعليه جمهور السلف والخلف، ورجحه الشافعي بأنها وقت استيفاء أجور العابدين طول اليوم، والأولى التعرض لها في كل يوم الجمعة من كل أسبوع، فإنه يوم مبارك وعظيم، لحديث أحمد: سيد الأيام وأفضلها عند الله يوم الجمعة. وهو مظنة النفحات التي في حديث: إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها. وهناك عدة أقوال في تعيينها تركناها لعدم الأدلة عليها، وحسبنا ماهنا، ففيها كفاية للعالمين والعابدين.
(^٣) وصححه، وللشيخين شطره الأول.
الإكثار من الصلاة على النَّبِيّ ﷺ في يوم الجمعة وليلتها
(^٤) أقل الإكثار ثلاثمائة بالنهار ومثلها ليلا، وأكثره لا نهاية له، وطلب ذلك في يوم الجمعة لأنها تعرض عليه ﷺ.
(^٥) النفخة هي النفخ في الصور، والصعقة هي الصيحة وهي الصوت الهائل الذي يموت الخلق من هوله، وهي لازمة للنفخة الأولى، قال تعالى ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾.

1 / 291