The Critique and Clarification in Dispelling the Illusions of Khuzayran
النقد والبيان في دفع أوهام خزيران
Maison d'édition
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Lieu d'édition
فلسطين
Genres
وقال العلامة الصاوي في «حاشيته على الجلالين» (١): «وهذا الدعاء (أي: قول يونس: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت مِنَ الظالمين) عظيم جدًّا؛ لاشتماله على التهليل والتسبيح والإقرار بالذنب، ولذا ورد في الحديث: «ما مِن مكروب يدعو بهذا الدعاء، إلا استجيب له» (٢)، وبدليل قوله ﷺ في حديث عرفة: «أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (٣) .
_________
(١) (٣/٨٨)، وانظر عن دعاء يونس ﵇: «المجالسة» للدينوري (رقم ١٢٣، ١٢٤ - بتحقيقي) .
(٢) غير محفوظ بهذا اللفظ، وما ورد آنفًا يغني عنه، والله الموفق.
(٣) أخرجه مالك في «الموطأ» (٢/٣٨) -ومن طريقه عبد الرزاق في «المصنف» (٤/٣٧٨)، والفاكهي في «أخبار مكة» (٥/٢٥ رقم ٢٧٦٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٤/٢٨٤ و٥/١١٧) وفي «فضائل الأوقات» (ص ٣٦٧) وفي «الدعوات الكبير» (رقم ٤٦٨)، والبغوي في «شرح السنة» (٧/١٥٧) -، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، = =عن طلحة بن عبيد الله مرفوعًا.
قال البيهقي عقبه في «السنن»: «هذا مرسل»، وزاد في الموطن الثاني: «وقد روي عن مالك بإسناد آخر موصولًا، وَوَصْلُه ضعيف» .
وقال في «الفضائل»: «مرسل حسن» .
وقال في «الدعوات»: «وهذا منقطع، وقد روي من حديث مالك بإسناد آخر موصولًا، وهو ضعيف، والمرسل هو المحفوظ» .
قلت: وصله ابن عدي في «الكامل» (٤/١٥٩٩-١٦٠٠)، والبيهقي في «الشعب» (٣/٤٦٢)، عن عبد الرحمن بن يحيى المدني: حدثنا مالك، عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال ابن عدي: «وهذا منكر عن مالك عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف» .
وقال البيهقي عقبه: «هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في «الموطأ» مرسلًا» .
وترجم العقيليُّ في «الضعفاء الكبير» (٢/٣٥١) لابن يحيى هذا، وقال عنه: «مجهول، لا يقيم الحديث من جهته»، وقال عنه أبو أحمد الحاكم: «لا يُعتمد على روايته»، وقال الدارقطني: «ليس بالقوي»، و«ضعيف»، وقال الأزدي: «متروك، لا يحتج بحديثه» . انظر: «اللسان» (٣/٤٤٣) .
وروي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
أخرجه الترمذي في «الجامع» (رقم ٣٥٨٥) -ومن طريقه ابن الجوزي في «مثير العزم الساكن» (١/٥٤ رقم ١٣٦) -، والفاكهي في «أخبار مكة» (٥/٢٤-٢٥ رقم ٢٧٥٩)، والبيهقي في «فضائل الأوقات» (ص ٣٦٨-٣٦٩) وفي «الشعب» (٣/٣٥٨ رقم ٣٧٦٧)، وابن الجوزي في «التبصرة» (٢/١٣٧) و«مثير العزم الساكن» (١/٢٥٤ رقم ١٣٧)، عن حماد بن أبي حميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري، وليس بالقوي عند أهل الحديث» .
وأشار ابن عبد البر في «التمهيد» (٦/٣٩) إلى ضعفه، بقوله: «وليس دون عمرو من= =يحتج به فيه» .
وروي عن علي مرفوعًا.
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (رقم ٨٧٤) وفي «فضائل عشر ذي الحجة» (١٣/٢) -كما في «السلسلة الصحيحة» (رقم ١٥٠٣) - عن قيس بن الربيع، عن الأغرّ بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي رفعه بلفظ: «أفضل ما قلتُ أنا والنبيون قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» .
هكذا قال عفان بن مسلم عن قيس، واختلف عليه.
أخرجه البيهقي في «الشعب» (٢/ق١٣٩/أ) عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا عفان، به، ولكن بلفظ وافقه عليه ثلاثة، وسيأتي قريبًا.
فأخرجه الترمذي في «الجامع» (رقم ٣٥٢٠) عن علي بن ثابت، وابن خزيمة في «صحيحه» (رقم ٢٨٤١)، والمحاملي في «الدعاء» (رقم ٦٢)، والبيهقي في «الشعب» (٢/ق١٦٥/أ) عن عبيد الله بن موسى العبسي، وأبو نعيم في «ذكر تاريخ أصبهان» (١/٢٢١) عن الحسن بن عطية، عن قيس بن الربيع، به، ولفظه: «أكثر ما دعا به رسول الله ﷺ عشية عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي ...» لفط الترمذي.
فهذا اللفظ ليس فيه ما يصلح شاهدًا لما عندنا، وهو على أي حال ضعيف، قيس متكلم فيه، قال ابن حجر عنه في «التقريب»: «صدوق، تغيَّر لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فَحَدَّث به» .
وقال عنه الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي» .
وله طريق آخر عن علي مرفوعًا، وفيه نحو ما في رواية الطبراني السابقة.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٠/٣٧٣ رقم ٩٧٠٥ وص ٤٤٣ - القسم المفقود) -ومن طريقه ابن عبد البر في «التمهيد» (٦/٤٠-٤١)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٦/٤٠)، وابن الجوزي في «مثير العزم الساكن» (٢/٢٥٥) - عن وكيع، عن موسى بن عُبَيدة، عن أخيه -وهو: عبد الله بن عُبَيدة الرَّبَذِيّ-، عن علي رفعه.
وتابع وكيعًا: عُبيدالله بن موسى.
أخرجه من طريقه: البيهقي في «السنن الكبرى» (٥/١١٧) وفي «الدعوات الكبير» = = (رقم ٤٦٩) وفي «فضائل الأوقات» (ص ٣٧٤-٣٧٥)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (ق١٥٢/أ)، والخطيب في «تلخيص المتشابه» (١/٣٣) .
وإسناده ضعيف جدًا، وهو منقطع.
قال البيهقي في «السنن» عقبه: «تفرد به موسى بن عبيدة، وهو ضعيف، ولم يدرك أخوه عليًا ﵁» .
وفي الباب عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين -وهو من صغار التابعين- رفعه.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٦/٤٠) -ومن طريقه ابن عبد البر في «التمهيد» (٦/٤٠) - عن وكيع، عن نضر بن عربي، عنه مرفوعًا.
وإسناده ضعيف، وهو معضل.
وأخرجه التيمي في «الترغيب» (٢/١٠١٠ رقم ٢٤٨٢ - ط. زغلول، أو ٣/٢٧١ رقم ٢٥٠٩ - ط. دار الحديث) عن أبي مروان، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب مرفوعًا بلفظ: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وإن أفضل ما أقول أنا وما قال النبيون من قبلي: لا إله إلا الله» .
وهذا مرسل، وأبو مروان، هو محمد بن عثمان بن خالد الأموي، صدوق يخطئ. قال شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة» (رقم ١٥٠٣) بعد ذكره بعض هذه الطرق: «وجملة القول: أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم» .
1 / 27