209

The Critique and Clarification in Dispelling the Illusions of Khuzayran

النقد والبيان في دفع أوهام خزيران

Maison d'édition

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

فلسطين

Genres

وأما استنادهم في القيام عند ذكر ولادته ﷺ إلى أنه تعظيم له ﷺ تاركه يكفر لاستخفافه بمقامه ﷺ، وينتظم من كلامهم قياس من الشَّكل الأول، وصورته هكذا: القيام عند ذكر ولادته ﷺ تعظيم له، وكل ما كان تعظيمًا له فهو واجب، يعدُّ تاركه مستخفًّا؛ فيكفر، فتكون النتيجةُ -بعد حذف الحد الوسط-: القيامَ عند ذِكْر ولادته واجب، يكفر تاركُه للاستخفاف!!
أقول -ومن الله تعالى أطلب الحول والقوة-:
إنَّ استنادهم باطل؛ لمنع المقدِّمتين: أما منع الكبرى؛ فظاهر؛ لعدم لزوم الاستخفاف لعدم القيام، لاحتمال أنَّ من ترك القيامَ تركه كسلًا، مع اعتقاد احترامه، وتعظيمه ﷺ، أو أنّه تركه جاهلًا، بكونه تعظيمًا له ﷺ، أو أنه تركه لاعتقاده التَّعظيم في عدم القيام، امتثالًا لنهيه ﷺ عن ذلك، واتِّباعًا للسلف الصالح، الذين كانوا لا يقومون له مع محبَّتهم له ﷺ؛ لكونهم يعلمون كراهيته لذلك؛ لأنه من شعار غير المسلمين. وأمَّا منع الصغرى فهو أظهر من منع الكبرى؛ لأنَّ القيام لم يكن مشروعًا للتَّعظيم، ولم يشرع إلا في القيام للصَّلاة، ومن المعلوم عند العلماء: أنَّ تعظيمَ النَّبيِّ ﷺ قربةٌ إلى الله -تعالى-، ولا يتقرَّب إليه -تعالى- إلا بما شرعه.

1 / 209