43

The Criterion in Demonstrating the Miraculous Nature of the Quran

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

الجواب: الذي ينبغي أن يُعلم أن أهل الإعجاز المزعوم فيهم شبه كبير من المتكلمين الذين انتحلوا طريقة لإثبات الخالق وإثبات النبوّة أحدثوها لم يكن عليها السلف وذلك بالنظر في المخلوقات والمعجزات على مقتضى قواعد وأصول محدثة فضلوا بذلك وأضلوا. وذمّ السلف لهم مشهور وكثير مُدّوَّن في دواوين أهل السنة. أنظر الآن ما يقوله الزنداني يقول: (ونسْتعرض بينات رسالتهم ونتفحّص معجزاتهم ثم نشهد لهم بعد ذلك بالرسالة ونسْتوثق ثانيًا بأن الذي نقرؤه ونتعلمه عنهم حقًا قد قالوه) وانظر إشارته إلى المتخصصين في شتى العلوم والفنون بعد الكلام السابق. المؤمن ليس بحاجة إلى ما يدعو إليه هؤلاء ولا يتوقف الإيمان بالرسول ﷺ ورسالته على سلوك هذه الطرق المحدثة ولا العلم بها، وقد آمن الصحابة ﵃ وأجيال الأمة بعدهم على الطريق التي دَلّهم عليها نبيهم ﷺ وكان إيمانهم في الذّروة. فإثبات وجود الخالق سبحانه وطلبه وإرادته بالعبادة فطري ولذلك تقول الرسل لأممهم: (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) أما النظر في الكوْنيات من خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار، وما دعا الله عباده للنظر فيه من ملكوت السموات والأرض فهذا يزيد الإيمان لكنه ليس بمسالك المتكلمين ولا من شابههم من المتأخرين إذْ هذه

1 / 44