119

The Criterion in Demonstrating the Miraculous Nature of the Quran

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

يلتفتون إلى أخبارهم، ولذلك هاموا بأودية ضلالة لا تُحَدُّ بحدود، ضلوا وإن كانوا من قبل في ضلال وأضلوا كثيرًا.
فيقال: خُرافة السديم باطلة من أولها إلى آخرها وأدَلّ دليل على بطلانها بلايين السنين الخيالية المزعومة وقد تقدم كلام السلف في الأزمنة وحاشاهم من هذا الهذيان فلا بد أن يكون هؤلاء أهدى من سلف الأمة سبيلًا، وأدَلّ دليل أيضًا على بطلان هذه النظرية من أولها إلى آخرها أن الأرض ثابتة ساكنة قارة لا تدور لا دورة يومية حول نفسها كما زعموا ولا دورة سنوية حول الشمس فكل هذا باطل وقد بيّنت بطلانه في كتاب: (هداية الحيران في مسألة الدوران).
فالذي يعتقده أهل الإسلام في الكون أنه مخلوق من مادة وهي (الدخان) واستدلوا بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) وهو دخان لا يدور، وتقدم كلام شيخ الإسلام.
فموافقة الملاحدة على وجود هذه المادة قبل المخلوقات لسنا ولله الحمد بحاجة إليها ولا يتوقف تصديقنا ربنا ونبينا على ما يُقره الكفار أو يُنكرونه.

1 / 120