الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط

د. ياسين جاسم المحيميد d. Unknown
88

الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط

الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط

Genres

و﴿نزلنا﴾ لم يكن متعديًا قبل التضعيف إنما كان لازمًا، وتعديه إنما يفيده التضعيف أو الهمزة، فإن جاء في لازم فهو قليل. قالوا: مات المال، وموت المال، إذا كثر ذلك فيه، وأيضًا، فالتضعيف الذي يراد به التكثير إنما يدل على كثرة وقوع الفعل، أما أن يجعل اللازم متعديًا فلا، و﴿نزلنا﴾ قبل التضعيف كان لازمًا ولم يكن متعديًا، فيكون التعدي المستفاد من التضعيف دليلًا على أنه للنقل لا للتكثير، إذ لو كان للتكثير، وقد دخل على اللازم، بقي لازمًا نحو: مات المال، وموّت المال. فمن: للتبعيض وهي في موضع الصفة لسورة أي بسورة كائنة من مثله. وأجاز المهدوي وأبو محمد بن عطية أن تكون لبيان الجنس على تقدير أن يكون الضمير عائدًا على المنزل، وتفسر المثلية بنظمه ورصفه وفصاحة معانيه التي تعرفونها، ولا يعجزهم إلا التأليف الذي خص به القرآن، أو في غيوبه وصدقه، وأجازا على هذا الوجه أيضًا أن تكون زائدة. وقد اختلف النحويون في إثبات هذا المعنى لمن، والذي عليه أصحابنا أن من لا تكون لبيان الجنس، والفرق بين كونها للتبعيض ولبيان الجنس مذكور في كتب النحو. وأما كونها زائدة في هذا الموضع فلا يجوز، على مذهب الكوفيين وجمهور البصريين. فمن متعلقة بقوله: فأتوا من مثل الرسول بسورة. ومعنى من على هذا الوجه ابتداء الغاية، ويجوز أن تكون في موضع الصفة فتتعلق بمحذوف. وهي أيضًا لابتداء الغاية، أي بسورة كائنة من رجل مثل الرسول، أي ابتداء كينونتها من مثله.

1 / 88