The Comprehensive Book on Medicine

Rhazès d. 313 AH
64

The Comprehensive Book on Medicine

الحاوي في الطب

Chercheur

اعتنى به

Maison d'édition

دار احياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ - ٢٠٠٢م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

Genres

(الْبَاب السَّابِع) (الصرع والكابوس» (وَأم الصّبيان والتفزع فِي النّوم) الْمقَالة الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة الصرع تشنج يعرض فِي جَمِيع الْبدن إِلَّا أَنه لَيْسَ بدائم لِأَن علته تَنْقَضِي سَرِيعا وَمَا ينَال فِيهِ الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الرَّأْس مَعَ جَمِيع الْجَسَد من الْمضرَّة يدل على أَن تولد الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الدِّمَاغ وَلِأَنَّهَا تَنْقَضِي سَرِيعا يَنْبَغِي أَن يعلم أَن الْخَلْط الْفَاعِل لَهُ خلط غليظ يسد منافذ الرّوح فَإِن فعله فِي بطُون الدِّمَاغ خَاصَّة وَإِن مبدأ العصب فأصله هُوَ الَّذِي يُحَرك نَفسه حَرَكَة ارتعاشية ويرتعد بِشدَّة كَيْمَا يدْفع عَنهُ ذَلِك الشَّيْء الَّذِي قد بلغ فِي الْأَبدَان لي يَنْبَغِي أَن يكون مَكَان الْبدن يرتعش ويرتعد بنفض لِأَن هَذِه الْحَرَكَة يقْصد إِلَى دفع شَيْء مؤذ والتشنج الْحَادِث فِي الْبدن إِنَّمَا هوتابع لتِلْك الحركات الْمُخْتَلفَة الَّتِي تهيج لدفع المؤذي ويدلك على ذَلِك اختلافه وتفقده فَإنَّك ترى الْأَعْضَاء تتقلص مرّة وتمتد مرّة فِي زمَان قصير وعَلى غير لُزُوم لجِهَة ونظام وَذَلِكَ يكون بِحَسب حركات مبدأ عصبها فيوهم هَذِه الحركات بِمَنْزِلَة شَيْء ظَاهر مَوْصُول بِشَيْء مَسْتُور يَتَحَرَّك بحركته ثمَّ يكون ذَلِك المستور بتحرك حركات مُخْتَلفَة متفننة إِلَّا أَنه لما كَانَ الدّفع إِنَّمَا يكون بِالْقَبْضِ والانضمام كَانَت هَذِه الحركات فِيهِ أَكثر من أجلهَا تكون حركات التشنج فِي الْبدن كثيرا فَأَما حركات الانبساط فَأَقل لِأَنَّهَا لَيست تكون بِقصد أولي بل للروح فَقَط وَهَذَا السَّبَب أولي واقنع أَن يتَوَهَّم فِي عِلّة الحركات التشنجية الْحَادِثَة من المصروع من السَّبَب الآخر الَّذِي آتى بِهِ بعد لِأَن هَذِه لَو كَانَت كَذَلِك لِأَن هَذَا العصب ابتل ابتلالا يزِيد عرضه حَتَّى أَنه أوجب التشنج لم يكن ينجلي سَرِيعا بل كَانَ بِثَابِت وقتا طَويلا وَعَسَى أَن يكون منشأ كل وَاحِد من العصب إِنَّمَا يتشنج فِي أَصْحَاب الصرع لِأَنَّهُ يبتل كَمَا يبتل عِنْد التشنج الرطب وَكَون هَذِه الْعلَّة وانقضاؤها بَغْتَة تدل على أَنَّهَا لَيست تكون فِي وَقت من الْأَوْقَات بِسَبَب يبس وإستفراغ وَأَنَّهَا إِنَّمَا تكون دَائِما من خلط غليظ وَذَلِكَ لِأَن انسداد المجاري والمنافذ بِعَيْنِه بِسَبَب خلط أَو لزج مُنكر وَأما أَن يكون الدِّمَاغ أَو غشائه الرَّقِيق يبلغ من يبسه أَن يصير مثل الْجلد المدبوغ فَلذَلِك لَا يكون ألف دوران يطول بِهِ الْمدَّة والحواس كلهَا مَعَه مضرورة وَلذَلِك يعْتَرض من الصرع على أَنه عِنْدَمَا يمْنَع الرّوح النفساني الَّذِي فِي بطُون الدِّمَاغ خلط غليظ يسد منافذه ويمنعه من النّفُوذ. قَالَ أَكثر مَا يكون الصرع من خلط غليظ بلغمي وَيكون أَحْيَانًا من خلط سوداوي.

1 / 88