وخواتمَهُ، فقال: إذا قعدتم في كل ركعتين، فقولوا: التحيّات لله، والصّلوات، والطّيّبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا، وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه (١) . ففي الحديث مشروعية الدّعاء في التشهد الأول، ولم أرَ مَنْ قال به من الأئمة غير ابن حزم، والصواب معه، وإن كان هو استدلّ بمطلقات، يمكن للمخالفين ردّها بنصوصٍ أُخرى مقيّدة، أما هذا الحديث، فهو في نفسه نصّ واضحٌ مفسرٌ، لا يقبل التقييد، فرحم الله امرءًا أنصف، واتبع السنّة (٢) . [٧/٢٢] الخامس: من أحدث قبل السلام بطلت صلاته، مكتوبة كانت أم غير مكتوبة (٣) . [٨/٢٢] السادس: من أخطاء بعض المصلّين: فعل التّورك في الثّنائيّة، كالفجر والجمعة والنّافلة، أو تركه في الرّباعيّة أو الثّلاثية في التّشهد الأخير منها، وإن كان فعله وتركه غير مخلّ ٍ بصحة الصّلاة، لكن العمل بالسنّة أفضل، وهو أن يكون التورّك في التشهد الأخير في الثلاثيّة أو الرباعيّة، على أن لا يضايق مَنْ بجانبه مِنَ المصلّين (٤) . [٩/٢٢] السابع: الأشهر في تفسير الصالح في التشهد: «عباد الله الصالحين» أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده، وتتفاوت

(١) أخرجه أحمد في «المسند»: (١/٤٣٧) والنسائي في «المجتبى»: (٢/٢٣٨) والطبراني في «المعجم الكبير»: (١٠/٥٧) رقم (٩٩١٢) وإسناده صحيح متصل على شرط مسلم، كما في «السلسلة الصحيحة»: رقم (٨٧٨) . (٢) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (٢/٥٦٧) . (٣) مجموع فتاوى ابن تيمية: (٢٢/٦١٣) . (٤) مقال: «تنبيهات على بعض الأخطاء التي يفعلها بعض المصلّين في صلاتهم» . وانظر: «تمام المنة»: (ص ٢٢٣) .