القول المبين في سيرة سيد المرسلين
القول المبين في سيرة سيد المرسلين
Maison d'édition
دار الندوة الجديدة بيروت
Lieu d'édition
لبنان
Genres
الناس١. فأنزل الله في شأنها من كتابه الكريم ما يدل على ما ينتظرها يوم القيامة من سوء المصير، حيث يقول:
﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ ٢.
أما أبو جهل -لعنه الله- فكثيرًا ما أساء إلى الرسول ﷺ وقد ألقى عليه مرة أثناء صلاته ورحم شاة مذبوحة، فتحمل الأذى، وذهب إلى بنته فاطمة ﵂ فأزالت عنه النجاسة والأقذار٣، ونهى الرسول ﷺ عن الصلاة في البيت الحرام. فلما لم ينته، تعرض له بالمنع. فقابل الرسول ﷺ عمله بالشدة وهدده.
فقال: أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديًا ومنزلًا؟
فرد الله تعالى عليه تهديدًا ووعيدًا: ﴿كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ، فَلْيَدْعُ نَادِيَه، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ، كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ ٤.
وكان عقبة بن أبي معيط يجاور رسول الله ﷺ في منزله، ومما صنعه ذلك
١ انظر المراجع في الحاشية السابقة. ٢ سورة تبت، الآيتان ٤-٥. ٣ أخرجه البخاري ٦ / ١٠٦، ومسلم ص: ١٤١٩. ٤ سورة العلق، الآيات: ١٥-١٦-١٧-١٨-١٩. والحديث أخرجه الترمذي ٣٣٤٦ وقال: حسن غريب صحيح، وأحمد في "المسند" ٢٣٢١، ٣٠٤٥، وهو حسن صحيح كما قال الترمذي. وقد عزاه السيوطي في "الدر" ٦/ ٦٢٦ لابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم، والبيهقي والترمذي وأحمد. قلت: وقد أخرج مسلم في صحيحه رقم ٢٧٩٧ وغيره من حديث أبي هريرة نحوه.
1 / 118