226

النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

Maison d'édition

دار سحنون للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Lieu d'édition

دار السلام للطباعة والنشر

Genres

باب فضل صلة الرحم فيه حديث أبي أيوب [٨: ٦، ٤]: (أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، أخبرني بعملٍ يدخلني الجنَّة، فقال القوم: ما له، ما له؟ ! فقال رسول الله ﷺ: «أربٌ ما له: تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصَّلاة، وتؤتي الزِّكاة، وتصل الرَّحم، ذرها»، قال: كَأَنَّهُ كَانَ عَلَ رَاحِلَتِهِ). لم يتبين الشارحون وجه قول القوم: «مَا لَه، مَا لَه؟ !». وأقول: إن قوله: «ذَرْهَا» يسفر عن وجه ذلك؛ بأن يكون هذا الرجل قد اعترض النبي ﷺ في سيره وأخذ بزمام راحلته، فقال القوم: «مَا لَه، مَا لَه؟ !» يعني حيث لم يُمْهِلْ حتى ينزل النبي ﷺ في بعض منازله فيسأله. والظاهر أن الرجل كان من جملة القافلة، وجواب النبي ﷺ للقوم لدفع تعجبهم، أي أنه ما فعل ذلك إلا لِأَرَبٍ عظيم. * * * باب المِقَةِ من الله فيه حديث أبي هريرة [٨: ١٧، ١٣]: (عن النَّبيَّ ﷺ أنَّهُ قال: «إذا أحبَّ الله عبدًا نادى جبريل إنَّ الله يحبُّ فلانًا فأحبَّهُ فيُحبُّه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إنَّ الله يُحبُّ فلانًا فيُحبُّه أهل السَّماءِ، ثمَّ يوضع له القبول في أهل الأرض»). * * * ترجمة البخاري بـ «باب المقة في الله» ليشير إلى أن المراد بالقبول في أهل الأرض هو المحبة في ذات الله تعالى، كما ورد في الحديث الآخر في علامات الإيمان [١: ١٢، ٤]: «وأن يحبَّ المرءَ لا يُحبُّهُ إلاَّ لله». فالمراد بالقبول أن تقبل عليه نفوس الناس وقلوبهم. والمراد بالناس المؤمنون الكاملون.

1 / 230