57

The Clarification of Monotheism which God Sent with All Messengers and Finally with Muhammad, Peace Be Upon Him

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

Maison d'édition

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

Genres

فبين عجزهم، وبين أن دعوتهم من دون الله شرك بالله ﷿، ولهذا قال: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ [فاطر: ١٤] (١) فبين سبحانه: عجز هذه الآلهة جميعها، وبين أنهم بهذا الدعاء قد أشركوا بالله ﷿. وهنا قال: ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: ٨٢] (٢) يعني: أطمع أنه سبحانه يغفر لي خطيئتي يوم الدين، فهو جل وعلا ينفع في الدنيا، وينجي في الآخرة، أما هذه الأصنام فلا تنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة. بل تضره ولهذا قال عن خليله: إبراهيم: ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ - رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ - وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ - وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ [الشعراء: ٨٢ - ٨٥] (٣) . هذا كله يدل على: الإيمان بالآخرة، والدعوة إلى ذلك، وتنبيه العباد على أن هناك آخره لا بد من المصير إليها،

(١) سورة فاطر، الآية ١٤. (٢) سورة الشعراء، الآية ٨٢. (٣) سورة الشعراء، الآيات ٨٢، ٨٥.

1 / 59