327

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

Enquêteur

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

Maison d'édition

دار البشائر الإسلامية للطباعة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

وناقصًا: وعبر عنه بالإيمان والمعطوفات خارجة عنه، هذا ظاهر ولا ينكره أحد.
" ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ " أي: فاز.
وهذه آية أخرى استدل بها الإمام على مرامه وهو أمور الإيمان، وساق الكرماني (^١) الآية إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ٩] وقال: فعُلم منها أن الإيمان الذي به الفلاح والنجاة الإيمان الذي فيه هذه الأعمال المذكورة، قال ابن بطال: التصديق أول منازل الإيمان، والاستكمال إنما هو بهذه الأمور، وأراد البخاري الاستكمال، ولهذا بوَّب أبوابه عليه فقال: "باب أمور الإيمان" و"باب الجهاد"، و"باب الصلاة من الإيمان" انتهى.
وقال في "الفتح" (^٢): ويحتمل أن يكون ساقه تفسيرًا لقوله: ﴿هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ تقديره: المتقون هم الموصوفون بقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾، وفي رواية الأصيلي: "وقد أفلح" بإثبات الواو، وفي رواية ابن عساكر: "وقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ " وفيهما رد لما قاله في "الفتح" من احتمال التفسير، انتهى ما في "القسطلاني" (^٣).
(الإيمان بضع) أي: كماله وأثوه، وأما نفسه فغير منقسم، كذا في "اللامع" (^٤).
و"بضع" قال القسطلاني (^٥): بكسر الموحدة وقد تفتح، هو خاص بالعشرات إلى التسعين، فلا يقال: بضع ومائة، ولا بضع وألف، وفي "القاموس": هو ما بين الثلاث إلى التسع، والبسط في ذلك في هامش "اللامع"، وفيه: "بضع" بدون الهاء في بعض الأصول، وفي أكثرها بالهاء

(^١) "شرح الكرماني" (١/ ٨١).
(^٢) "فتح الباري" (١/ ٥١).
(^٣) "إرشاد الساري" (١/ ١٥٥).
(^٤) "لامع الدراري" (١/ ٥٥١).
(^٥) "إرشاد الساري" (١/ ١٥٦).

2 / 337