271

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

Chercheur

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

Maison d'édition

دار البشائر الإسلامية للطباعة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

والحديث المذكور أحد الأحاديث الأربعة التي انتخبها الإمام أبو داود (^١) من خمسمائة ألف، وهذا أحدها.
والثاني: "لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه".
والثالث: "من حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه".
والرابع: "الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهة" الحديث، وقد روي بألفاظ مختلفة، انتهى.
وسبقه الإمام أبو حنيفة إذ انتخب من خمسمائة ألف، وزاد على الأربعة المذكورة حديثًا خامسًا، وهو: "المسلم من سَلِمَ المسلمون" الحديث، ولعل الإمام أبا حنيفة زاده اهتمامًا لشأنه، والإمام أبو داود حذفه لدخوله في الحديث الثاني: "لا يكون المؤمن مؤمنًا" الحديث، وبسط الكلام على ذلك في "الأوجز" (^٢).
وفيه قال شيخ مشايخنا الشاه عبد العزيز الدهلوي في "البستان" (^٣) بعد قول أبي داود: هو كذلك، فإن الأول يكفي لتصحيح العبادات، والثاني لمعرفة الحقوق، والثالث لمحافظة الأوقات، والرابع لرفع الشك والتردد من اختلاف العلماء وغيره، انتهى.
وقال الإمامان الشافعي وأحمد بن حنبل: حديث النيات ثُلُث العلم، قاله النووي في "شرح البخاري" (^٤).
وقال المتأخرون: مدار الإسلام على حديث واحد وهو حديث جرير: "الدين النصيحة".
كما بسط الكلام عليه في هامش "اللامع" (^٥) في آخر كتاب الإيمان، وفيه: قال الحافظ (^٦): هذا من الأحاديث التي قيل فيها: إنها أحد أرباع

(^١) انظر: "إرشاد الساري" (١/ ٩٥).
(^٢) انظر: "أوجز المسالك" (١/ ١٨٨).
(^٣) "بستان المحدثين" (ص ٨١).
(^٤) انظر: "فيض الباري مختصر شرح صحيح البخاري" (ص ١١).
(^٥) "لامع الدرارى" (١/ ٦١٢).
(^٦) "فتح الباري" (١/ ١٣٨).

2 / 281