26

Le discours bénéfique sur le Livre de l'Unicité

القول المفيد على كتاب التوحيد

Maison d'édition

دار ابن الجوزي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

محرم ١٤٢٤هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

................................................................................... ٣. الإشارة إلى أن ما خوطب به الرسول ﷺ فهو له ولأمته; إلا ما دل الدليل على أنه مختص به. ٤. وفي هذه الآية خاصة الإشارة إلى أن النبي ﷺ مربوب لا رب، عابد لا معبود، فهو داخل في قوله: ﴿تعبدوا﴾ وكفى به شرفا أن يكون عبدا لله- ﷿، ولهذا يصفه الله تعالى بالعبودية في أعلى مقاماته، فقال في مقام التحدي والدفاع عنه: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ [البقرة: من الآية٢٣]، وقال في مقام إثبات نبوته ورسالته إلى الخلق: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ [الفرقان: من الآية١]، وقال في مقام الإسراء والمعراج: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: من الآية١]، ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [النجم:١٠] . أقسام العبودية: تنقسم العبودية إلى ثلاثة أقسام: ١.عامة: وهي عبودية الربوبية، وهي لكل الخلق، قالت تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم:٩٣] ويدخل في ذلك الكفار. ٢. عبودية خاصة: وهي عبودية الطاعة العامة، قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: من الآية٦٣] وهذه تعم كل من تعبد لله بشرعه. ٣. خاصة الخاصة: وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى عن نوح: ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء: من الآية٣] وقال عن محمد: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ [البقرة: من الآية٢٣] وقال في

1 / 33