205

Le discours bénéfique sur le Livre de l'Unicité

القول المفيد على كتاب التوحيد

Maison d'édition

دار ابن الجوزي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

محرم ١٤٢٤هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

فصار فيه التنبيه على مسائل القبر: أما (من ربك)، فواضح، وأما (من نبيك؟)، فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما (ما دينك؟) فمن قولهم: "اجعل لنا إلها ... " إلى آخره.

الشارع، فهو بدعة، قال ﷺ: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا، فهو رد "١ وقال: " إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة " ٢.
فمن تعبد بعبادة طولب بالدليل، لأن الأصل في العبادات الحظر والمنع، إلا إذا قام الدليل على مشروعيتها. وأما الأكل والمعاملات والآداب واللباس وغيرها، فالأصل فيها الإباحة، إلا ما قام الدليل على تحريمه.
وقوله: "مسائل القبر التي يسأل فيها الإنسان في قبره من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ ": ففي هذه القصة دليل على مسائل القبر الثلاث، وليس مراده أن فيها دليلا على أن الإنسان يسأل في قبره، بل فيها دليل على إثبات الربوبية والنبوة والعبادة.
أما "من ربك"؟ فواضح، يعني أنه لا رب إلا الله تعالى وأما "من نبيك"؟ فمن إخباره بالغيب، قال ﷺ: " لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة "٣ فوقع كما أخبر. أما "ما دينك"، فمن قولهم: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا﴾ ٤ أي: مألوها معبودا، والعبادة هي الدين.

١ من حديث عائشة، رواه مسلم (كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ٣/١٣٤٣) . وأخرجه البخاري معلقا (٢٦٩٧) .
٢ من حديث العرباض بن سارية، رواه أبو داود (كتاب السنة، باب لزوم السنة، ٥/١٣)، والترمذي (العلم، باب الأخذ بالسنة، رقم ٢٦٧٨) - وقال: "حسن صحيح"-، وابن ماجه في (المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء، رقم ٤٢) .
٣ سبق (ص ٢٠٢) .
٤ سورة الأعراف آية: ١٣٨.

1 / 212