242

Les bases de la Sunnah et sa jurisprudence - La biographie prophétique

الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية

Maison d'édition

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Numéro d'édition

الطبعة الثالثة

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Genres

مر امرأتك فلتقبلني. فقال له عمرو: ألا تستحي؟ فأخذ عمارة عمرًا فرمى به في البحر فجعل عمرو يناشد عمارة حتى أدخله السفينة، فحقد عمرو على ذلك، فقال عمرو للنجاشي: إنك إذا خرجت خلفك عُمارة في أهلك. فدعا النجاشي عمارة. فنفخ في إحليله فطار مع الوحش.
١٠٨ - * روى أحمد عن أم سلمة ابنة أمية بن المغيرة زوج النبي ﷺ، قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جارٍ النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله، لا نؤذي ولا نسمع شيئًا نكرهه، فلما بلغ ذلك قرشًا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين، وأن يُهُدوا للنجاشي هدايا مما يُستطرف من متاع مكة، وكان أعجب ما يأتيه منها الأدم فجمعوا له أدمًا كثيرًا، ولم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدوا له هدية، ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وأمروهما أمرهم، وقالوا لهما: ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم، ثم قدموا للنجاشي هداياه، ثم سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم.
قالت: فخرجا فقدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دارٍ، وعند خير جارٍ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، ثم قالا لكل بطريق منهم: إنه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم لتردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يُسلمهم إلينا ولا يكلمهم، فإن قومهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم. ثم قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: أيها الملك قد صبا إلى بلدك منا غِلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين مبتدعٍ لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعماهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينًا وأعلمُ بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت: ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن

١٠٨ - أحمد في مسنده (١/ ٢٠١) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٢٧)؛ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.
البطريق: الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم وهو ذو منصب عندهم.

1 / 252