156

Les bases de la Sunnah et sa jurisprudence - La biographie prophétique

الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية

Maison d'édition

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

Numéro d'édition

الطبعة الثالثة

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Genres

٢٥ - * روى النسائي عن أنس - أيضًا - قال: إن الصلوات فُرضت بمكة، وإن ملكين أتيا رسول الله ﷺ فذهبا به إلى زمزم، فشقا بطنه، وأخرجا حشوه في طستٍ منْ ذهبٍ، فغسلاه بماء زمزم، ثم كبسا جوفه حكمةً وعلمًا. أقول: الحادثة التي أخرجها مسلم غير الحادثة التي ذكرها النسائي، فتلك في الصحراء وهذه في مكة، وهذه متأخرة. ٢٦ - * روى عبد الله بن أحمد عن أُبي بن كعب، أن أبا هريرة كان حريصًا على أن يسأل رسول الله ﷺ عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله! ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله ﷺ جالسًا، وقال: "لقد سألت أبا هريرة، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا برجلٍ يقول لرجلٍ: أهو هُوَ؟ قال: نعم" فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلق قط، وأرواحٍ لم أجدها من خلق قط، وثيابٍ لم أرها على أحد قط، فأقبلا إليّ يمشيان حتى أخذ كل واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأخذهما مسًا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه، فأضجعاني بلا قصر ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: أفلق صدرهُ. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقها - فيما أرى - بلا دمٍ ولا وجعٍ. فقال له: أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئًا كهيئةِ العلقةِ، ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرحمة والرأفة، فإذا مثلُ الذي أخرج شبيه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى، فقال: أغدُ وأسلم فرجعتُ بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة على الكبير".

٢٥ - النسائي (١/ ٢٢٤) كتاب الصلاة - باب أين فرضت الصلاة. ٢٦ - رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على أبيه ورجاله ثقات وثقتهم ابن حبان. لقد سألت أبا هريرة: أي: لقد سألت سؤالًا مهمًا يا أبا هريرة، فأضجعاني بلا قصر ولا هصر: القصر الإجبار، والهصر: الجذب والإمالة والكسر والدفع، والمعنى أنهم شقاو صدره بكل لطف وحنان دون إجبار أو قسوة، إفلق: من الفلق وهو الشق، وفلقه: شقه.

1 / 165