158

السنة ومكانتها للسباعي ط الوراق

السنة ومكانتها للسباعي ط الوراق

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

سنة ٢٠٠٠ م

Genres

الحديث وأهل الاعتزال جَرَّحَ المُحَدِّثُونَ كُلَّ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَجَرَّ ذلك بعض المُغَالِينَ منهم إلى أَنْ يُجَرِّحَ كثيرًا من أصحاب أبي حنيفة بِحُجَّةِ أنهم يقولون بالرأي. ولا ذنب لهم إلا أن مذهب أبي حنيفة كان مذهب خصومهم المعتزلة، حتى إن أبا حنيفة نفسه لم يسلم من أذى الذين جاؤوا بعده من أولئك المُحَدِّثِينَ، فلقد نسبوا إليه القول بِخَلْقِ القُرْآنِ (١) مع أن الثابت عنه بنقل الثقات غير ذلك ومع أن محمد بن الحسن كان يقول: «مَنْ صَلَّى خَلْفَ المُعْتَزِلِيَّ يُعِيدُ صَلاَتَهُ». وسُئِلَ أبو يوسف عن المعتزلة فقال: «هُمْ الزَّنَادِقَةُ» (٢).
وهكذا أصابت شظايا هذه المعركة فريقًا من أئمة المُسْلِمِينَ بغير أن يسهموا فيها، وكان من الممكن ألاَّ تصل إلى ما وصلت إليه لولا تَدَخُّلِ ثلاثة من خلفاء بني العباس في إيقاد جذوتها. والأمر لله من قبل ومن بعد.

(١) " تأنيب الخطيب ": ص ٥٢.
(٢) هكذا نقل صاحب " الفرق بين الفرق ": ص ١٠٣.

1 / 164